علقها عن مالك - يشعر بثبوتها عنه، ومالك في هذه الرواية لم يذكر الطرف المرفوع، واقتصر فيه على فعل عثمان - رضي الله عنه -، والله أعلم.
٦ - صالح بن كيسان، عن ابن شهاب؛ أن السائب بن يزيد - ابنَ أختِ نمِر - أخبره، قال: إنما أمر بالتأذين الثالث عثمانُ حين كثُرَ أهلُ المدينة، ولم يكن لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - غيرُ مؤذنٍ واحدٍ، وكان التأذين يوم الجمعة حين يجلس الإمام.
أخرجه أبو داود (١٠٩٥)، وسيأتي.
وهو حديث صحيح.
٧ - محمد بن إسحاق، عن الزهري، وهو الحديث الآتي:
* * *
١٠٨٨ - قال أبو داود: حدثنا النفيلي: حدثنا محمد بن سلمة، عن محمد بن إسحاق، عن الزهري، عن السائب بن يزيد، قال: كان يؤذن بين يدي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا جلس على المنبر يوم الجمعة على باب المسجد، وأبي بكر، وعمر، ثم ساق نحو حديث يونس.
* حديث شاذ بهذه الزيادة: على باب المسجد
أخرجه من طريق أبي داود: ابن عبد البر في الاستذكار (٢/ ٢٧).
هكذا رواه محمد بن سلمة الباهلي الحراني [وهو: ثقة]، عن ابن إسحاق بزيادة: على باب المسجد، ومحمد بن سلمة له أوهام على ابن إسحاق، منها على سبيل المثال: ما تقدم معنا قريبًا في السُّنن برقمي (١٠٣٢ و ١٠٦٤).
• وقد تابعه على هذه الزيادة:
أحمد بن خالد الوهبي [حمصي، صدوق]: ثنا محمد بن إسحاق، عن الزهري، عن السائب بن يزيد، قال: ما كان لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلا مؤذن واحد، لم يكن يؤذن له غيره، فكان إذا جلس رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على المنبر يوم الجمعة أذن على باب المسجد، فإذا نزل أقام الصلاة، ثم كان أبو بكر - رضي الله عنه - كذلك، ثم كان عمر - رضي الله عنه - كذلك، حتى إذا كان عثمان كثر الناس، فأمر بالنداء الأول بالسوق على دار له يقال لها الزوراء، فكان يؤذَّن له عليها، فإذا جلس عثمان - رضي الله عنه - على المنبر أذن مؤذنه الأول، فإذا نزل أقام الصلاة.
أخرجه الطبراني في الكبير (٧/ ١٤٦/ ٦٦٤٢)، وأبو إسحاق الثعلبي في الكشف والبيان (٩/ ٣٠٨)، وأبو نعيم في معرفة الصحابة (٣/ ١٣٧٧ / ٣٤٨١).
• وقد خالفهما جماعة من ثقات أصحاب ابن إسحاق؛ فلم يأتوا بهذه الزيادة: