١٠٨٩ - قال أبو داود: حدثنا هناد بن السري: حدثنا عبدة، عن محمد - يعني: ابن إسحاق -، عن الزهري، عن السائب، قال: لم يكن لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلا مؤذنٌ واحدٌ: بلالٌ، ثم ذكر معناه.
* حديث صحيح
لم أقف على من أخرجه من هذا الوجه، ومحمد بن عبدة الكلابي: ثقة ثبت، ولا أظنه ذكر باب المسجد، وقد صححته بناء على أن الأصل عدم الإتيان بهذه الزيادة، حيث قال أبو داود:"ثم ذكر معناه"، ولم يقل: مثله، كما أن بقية أصحاب ابن إسحاق الثقات لم يأتوا بها، وكذلك كل من رواه عن الزهري من الثقات.
* فقد روى هذا الحديث عن ابن إسحاق بدون هذه الزيادة: إبراهيم بن سعد [مدني، ثقة حجة، وهو أثبت الناس في ابن إسحاق]، وجرير بن عبد الحميد، وحماد بن سلمة، وعبد الله بن إدريس، وأبو خالد الأحمر سليمان بن حيان، وأبو شهاب عبد ربه بن نافع الحناط [وهم ثقات]، وسفيان الثوري [ولا يصح من حديثه؛ تفرد به: إبراهيم بن أبي الليث، صاحب الأشجعي، وهو: متروك الحديث، كان يكذب. اللسان (١/ ٣٣٧)]:
عن محمد بن إسحاق، عن الزهري، عن السائب بن يزيد، قال: ما كان لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلا مؤذن واحد، إذا خرج أذن، وإذا نزل أقام، وأبو بكر وعمر كذلك، فلما كان عثمان وكثر الناس زاد النداء الثالث على دار في السوق، يقال لها: الزوراء، فإذا خرج أذن، وإذا نزل أقام.
ولفظ إبراهيم بن سعد [عند أحمد، وقد صرح فيه بسماع ابن إسحاق]: لم يكن لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلا مؤذن واحد في الصلوات كلها في الجمعة وغيرها، يؤذن ويقيم، قال: كان بلال يؤذن إذا جلس رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على المنبر يوم الجمعة، ويقيم إذا نزل، ولأبي بكر وعمر، حتى كان عثمان.
وزاد حماد في آخره: يعلم الناس أن الجمعة قد حضرت.
أخرجه ابن ماجه (١١٣٥)، وابن خزيمة (٣/ ١٦٨/ ١٨٣٧)(٣/ ٣٠١/ ١٨٣٧ - ط. الميمان)(٥/ ٥٣/ ٤٩٣٩ - إتحاف)، وأحمد (٣/ ٤٤٩)، وابن أبي شيبة (١/ ٢٠١/ ٢٣١١)، والطبراني في الكبير (٧/ ١٤٦/ ٦٦٤٣ - ٦٦٤٥).
• ورواه أبو يوسف، عن محمد بن إسحاق، عن الزهري، عن السائب بن يزيد - رضي الله عنه -، قال: كان للنبي - صلى الله عليه وسلم - مؤذن يوم الجمعة، فإذا قعد الإمام على المنبر أذن، ويقيم إذا نزل، فكان كذلك زمن أبي بكر وعمر - رضي الله عنهما -، وصدرًا من ولاية عثمان - رضي الله عنه -، فلما كثر الناس أمر عثمان - رضي الله عنه - المؤذن أن يقدِّم أذانًا قبل ذلك بالزوراء.