الخطبتين، كما سيأتي، وقد احتج النسائي برواية أبي عوانة، وترجم لها بقوله:"الجلوس بين الخطبتين والسكوت فيه"، وترجم ابن خزيمة لرواية ابن جميع بقوله:"باب السكوت في الجلوس بين الخطبتين، وترك الكلام فيه".
هكذا رواه عن سماك بن حرب به: زهير بن معاوية، وأبو الأحوص، وأبو عوانة.
* وتابعهم: سفيان الثوري، وشعبة، وزائدة بن قدامة، وإسرائيل بن أبي إسحاق، وزكريا بن أبي زائدة، وحماد بن سلمة، وعمر بن عبيد الطنافسي، والحسن بن صالح بن حي [وهم ثقات أثبات]، وداود بن أبي هند [ثقة متقن، لكن لا يصح من حديثه، فقد تفرد به عنه: عدي بن الفضل، وهو: متروك]، وشريك بن عبد الله النخعي، وأبو الأشهب جعفر بن الحارث، وقيس بن الربيع أوهم من أهل الصدق، متكلَّم في حفظهم]، وعمرو بن أبي قيس [ليس به بأس، وله أوهام عن سماك. انظر: حديث هلب الطائي تحت الحديث رقم (٧٥٩)]، وحجاج بن أرطاة [ليس بالقوي]، وحفص بن جميع العجلي [ضعيف، يحدث عن سماك بأحاديث مناكير، وهو هنا قد تابع الثقات عليه]، وسليمان بن قرم الضبي [سيئ الحفظ، ليس بذاك]، وأسباط بن نصر [ليس بالقوي، قال الساجي: "روى أحاديث لا يتابع عليها عن سماك بن حرب. التهذيب (١/ ١٠٩)]، وعمرو بن ثابت [رافضي متروك]:
عن سماك، قال: سمعت جابر بن سمرة، يقول: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يخطب قائمًا، ثم يقعد قَعدةً، ثم يقوم. لفظ شعبة.
ولفظ الثوري من رواية ابن مهدي عنه [عند النسائي]: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يخطب قائمًا، ثم يجلس، ثم يقوم، ويقرأ آياتٍ، ويذكر الله - صلى الله عليه وسلم -، وكانت خطبته قصدًا وصلاته قصدًا.
ولفظه من رواية عمر بن سعد أبي داود الحفري عنه [عند أحمد]: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يخطب قائمًا، ويجلس بين الخطبتين، ويقرأ أياتٍ، ويذكِّر الناس.
ولفظ زائدة [عند أحمد]: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يخطب يوم الجمعة قائمًا، فمن حدثك أنه جلس فكذِّبه، قال: وقال جابر: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يخطب خطبتين، يخطب ثم يجلس، ثم يقوم فيخطب، وكانت خطبة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وصلاته قصدًا.
ولفظ إسرائيل [عند النسائي]: رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يخطب يوم الجمعة قائمًا، ثم يقعد قَعدةً لا يتكلم، ثم يقوم فيخطب خطبة أخرى، فمن حدثكم أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خطب قاعدًا، فقد كذب.
ولفظ ابن أبي زائدة [عند ابن حبان]: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يخطب على المنبر، ثم يجلس، ثم يقوم فيخطب، فيجلس بين الخطبتين، يقرأ من كتاب الله، ويذكر الناس.
ولفظ عمرو بن أبي قيس [عند المخلص والحاكم]: من حدَّثك أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يخطب على المنبر جالسًا فكذِّبه؛ فأنا شهِدْته كان يخطب قائمًا، ثم يجلس، ثم يقوم فيخطب خطبةً أخرى. قلت: كيف كانت خطبته؟ قال: كلامٌ يعظُ به الناسَ، ويقرأ آياتٍ من