وهذا إسناد متصل، سمع بعضهم من بعض، وشعيب بن رُزَيق الثقفي الطائفي: لا بأس به، سمع الحكم بن حزن الكلفي وشهد له بالصحبة، سمع منه شهاب بن خراش [انظر: تاريخ ابن معين للدارمي (٤١١)، التاريخ الكبير (٤/ ٢١٧)، الجرح والتعديل (٤/ ٥ ٣٤)، التهذيب (٢/ ١٧٣)، الإصابة (٣/ ٣٩٨)].
وشهاب بن خراش بن حوشب، أبو الصلت الشيباني، ابن أخي العوام بن حوشب: قال ابن المبارك، وابن المديني، وابن معين، والعجلي:"ثقة"، وقال أبو زرعة:"ثقة، صاحب سنة"، وقال مرة:"لا بأس به"، وقال عبد الرحمن بن مهدي:"لم أر أحدًا أحسن وصفًا للسُّنَّة منه"، وقال ابن معين أيضًا والنسائي:"ليس به بأس"، وقال أحمد:"ما أرى به بأسًا"، وقال مرة:"لا بأس به"، وقال أبو حاتم:"صدوق، لا بأس به"، هكذا وثقه هؤلاء الأئمة، وهم جهابذة النقاد، وفيهم أبو حاتم الرازي المعروف بتعنته في الرجال.
ولم يتكلم فيه أحد إلا بعد هؤلاء بعشرات السنين، مثل ابن حبان وابن عدي، حيث قال ابن حبان:"كان رجلًا صالحًا، وكان ممن يخطئ كثيرًا، حتى خرج عن حد الاحتجاج به؛ إلا عند الاعتبار"، وقال ابن عدي:"ولشهاب أحاديث ليست بكثيرة، وفي بعض رواياته ما ينكر عليه، ولا أعرف للمتقدمين فيه كلامًا فاذكره" [تاريخ ابن معين للدارمي (٤١٣)، مقدمة مسلم. سؤالات أبي داود (٢٦٩)، مسائل حرب الكرماني (٤٨١ - ط. الرشد)، معرفة الثقات (٧٣٩)، الجرح والتعديل (١/ ٢٧٣ و ٢٧٤) و (٤/ ٣٦٢)، المحدث الفاصل (٣١٧)، الكامل (٤/ ٣٤)(٦/ ١٦١ - ط. الرشد)، تاريخ أسماء الثقات (٥٥٧)، سؤالات السلمي (١٦٧)، المدخل إلى الإكليل (٤٥)، شرح أصول الاعتقاد (١/ ٦٣)، الحلية (٨/ ١٦٦)، تاريخ دمشق (٢٣/ ٢٠٦)، الأنساب (٢/ ٢٨٨)، الميزان (٢/ ٢٨١)، السير (٨/ ٢٨٤)، ونعته بالإمام القدوة العالم، تاريخ الإسلام (١١/ ١٨٠)، إكمال التهذيب لمغلطاي (٦/ ٢٩٧)، التهذيب (٢/ ١٨٠)].
قلت: أما ابن حبان فإنما أنكر عليه حديثًا واحدًا في ذم المرجئة والقدرية، وأنهم:"ملعونون على لسان سبعين نبيًا [أخرجه: الحسن بن سفيان في الأربعين (٩)، وابن حبان في المجروحين (١/ ٣٦٢)، والآجري في الشريعة (٣٠٨ و ٣٩٣)، والبيهقي في الاعتقاد (٢٣٧)، وفي القضاء والقدر (٤٢٨)، والهروي في ذم الكلام (٥٩)، وابن الجوزي في العلل المتناهية (٢٣٥)، والذهبي في السير (١١/ ٤١٨)، وقال: "وهذا منكر"]، ومداره على سويد بن سعيد عن شهاب بن خراش، فلماذا تُلحق التبعة بشهاب بن خراش دون سويد بن سعيد؛ وسويد وإن كان صدوقًا في نفسه؛ إلا أنه تغير بعدما عمي، وصار يتلقن، فضعِّف بسبب ذلك، فالأولى إلحاق التبعة في هذا الحديث بسويد لا بشهاب، لا سيما مع عدم إنكار الأئمة لهذا الحديث على شهاب بن خراش، وقد أورده الذهبي في الميزان (٢/ ٢٥٠) في ترجمة سويد بن سعيد منكرا به عليه، ولم يورده في ترجمة شهاب (٢/ ٢٨١)،