للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

يجرحوه بشيء، إلا بكون بعضهم أنزله عن مرتبة الثقات الضابطين المتقنين إلى مرتبة من خف ضبطهم شيئًا، ومع ذلك فهم لم ينكروا عليه حديثًا واحدًا بعينه، ولم يذكروه بجرحة، وأن أوهامه يسيرة محتملة في عموم مروياته، وعلى هذا: فقد ظهر لنا أن الأوهام التي لأجلها تكلم فيه ابن حبان وابن عدي ليست منه، وإنما هي أوهام غيره، وعلى سبيل التنزل نقول: لماذا نلزق به هذه الأوهام جزمًا مع احتمال كونها من غيره ممن هم أضعف منه، أو ثبت عنهم الوهم في أحاديث أخرى، فلماذا إذًا نسقط الاحتجاج بالرجل، وهو باقٍ عندهم في طبقة من يحتج بحديثه، ولو انفرد به، طالما لم يخالف أحدًا من الثقات، والله أعلم.

• وأما ما نقله مغلطاي في إكمال التهذيب (٦/ ٢٩٧) عن زكريا بن يحيى الساجي قوله عن شهاب: "ضعيف، يحدث بأحاديث مناكير، روى عن مروان بن نهيك، عن سعيد التمار، عن أنس بن مالك يرفعه: "من مات وهو يرى السيف في أمتي ... "" الحديث، فلا أراه يثبت عن الساجي؛ فإن الساجي هو أحد شيوخ ابن عدي الذين أكثر عنهم، ونقل عنه أقواله في الرجال، بل إنه اطلع على كتابه في العلل الذي تكلم فيه عن الضعفاء [انظر: الكامل (١/ ٢٦٦)]، فكيف يفوته هذا النقل عن شيخه الذي أكثر عنه، واطلع على كتابه، بل يصرح بعد ذلك بأنه لا يعلم فيه جرحًا عن الأئمة المتقدمين، فيقول: "ولا أعرف للمتقدمين فيه كلامًا فأذكره".

ولو فرضنا صحة هذا النقل؛ فيقال فيه مثل ما قيل في الأحاديث الثلاثة السابقة، فإن علة هذا الحديث هو سعيد التمار، وبه أعلَّ الحديثَ: العقيلي في الضعفاء (٢/ ١٠٢)، وابن حبان في المجروحين (١/ ٣١٧)، وابن عدي في الكامل (٣/ ٣٨٨).

وقد أخرجه أيضًا: ابن بشران في الأمالي (١٩٧).

وسعيد التمار: قال فيه البخاري: "في حديثه نظر"، وقال ابن حبان: "قليل الحديث، منكر الرواية، يروي عن أنس ما لا أصل له، ... "، وقال ابن عدي: "وما أرى أن لسعيد التمار عن أنس حديثًا غير هذا"، ولم يتكلم في شهاب بشيء [تاريخ ابن معين للدارمي (٣٩٣)، التاريخ الكبير (٣/ ٤٦٠)، الجرح والتعديل (٤/ ٧٦)، الثقات (٤/ ٢٩٠)، اللسان (٤/ ٨٨)].

مروان بن نهيك: قال فيه ابن معين: "لا أعرفه"، كما قال في شيخه سعيد التمار [تاريخ ابن معين للدارمي (٧٩٩)، التاريخ الكبير (٧/ ٣٧٢)، الجرح والتعديل (٨/ ٢٧٤)، الثقات (٧/ ٤٨٣)، الكامل (٦/ ٣٨٥)، اللسان (٨/ ٣٣)].

• والحاصل: فإن شهاب بن خراش: ثقة، وحديثه هذا حديث حسن، والله أعلم.

* ومما روي أيضًا في الاعتماد على العصا في خطبة الجمعة:

١ - حديث سعد بن عائذ المؤذن، المعروف بسعد القرظ:

يرويه عبد الرحمن بن سعد بن عمار بن سعدٍ القَرَظُ - مؤذن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: حدثني

<<  <  ج: ص:  >  >>