هكذا تابع قيسُ بن الربيع وكيعًا على زيادة:"قل: ومن يعص الله ورسوله"، وهي زيادة محفوظة، اعتمدها مسلم في صحيحه، بل إن مسلمًا لم يخرج الحديث إلا من طريق وكيع وحده، فقد أتى بهذه الزيادة: ثقة حافظ متقن، يُعتمد على حفظه، وقد توبع عليها، ووكيع من أحفظ الناس، كان مطبوع الحفظ، حتى قدمه ابن معين على ابن مهدي في سفيان الثوري، وقدمه أحمد مرة على ابن مهدي، وقال:"كان مطبوع الحفظ، وكان وكيع حافظًا حافظًا، وكان أحفظ من عبد الرحمن بن مهدي كثيرًا كثيرًا" [انظر: الجرح والتعديل (١/ ٢٢١) و (٩/ ٣٧)، تاريخ بغداد (١٣/ ٤٧١)، السير (٩/ ١٤٠)، التهذيب (٤/ ٣١١)، وغيرها]، ومن ادعى إدراج هذه الزيادة فدعوى لا دليل عليها.
* وانظر في معنى الحديث: الأحاديث المشكلة الواردة في تفسير القرآن الكريم (٤٠٧)[مع التنبه لخطأ الباحث في الترجيح، وخطأ ما ذهب إليه من توهيم رواية وكيع التي اعتمدها مسلم في صحيحه، واقتصر عليها، وهي رواية محفوظة، لا غبار عليها].
***
١١٠٠ - قال أبو داود: حدثنا محمد بن بشار: حدثنا محمد بن جعفر: حدثنا شعبة، عن خبيب، عن عبد الله بن محمد بن معن، عن بنت الحارث بن النعمان، قالت: ما حفظت {ق}، إلا من فيِّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، [كان] يخطب بها كل جمعة، قالت: وكان تنُّورُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وتنُّورُنا واحدًا.
قال أبو داود: قال روح بن عبادة: عن شعبة، قال: بنت حارثة بن النعمان، وقال ابن إسحاق: أم هشام بنت حارثة بن النعمان.
* حديث صحيح
أخرجه من طريق غندر محمد بن جعفر عن شعبة به:
مسلم (٨٧٣/ ٥١)، وأبو نعيم في مستخرجه على مسلم (٢/ ٤٥٨/ ١٩٥٩)، والنسائي في الرابع من الإغراب (١٥٨ و ١٥٩)، وابن خزيمة (٣/ ١٤٤/ ١٧٨٦)، والحاكم (١/ ٢٨٤)[ووهم في استدراكه]. وأحمد (٦/ ٤٦٣)، والبيهقي (٣/ ٢١١).
ووقع في جميع المصادر: بنت أو: ابنة حارثة بن النعمان، ولم يقع في شيء منها: بنت الحارث، كذا مذكرًا، فقد رواه مسلم والنسائي وابن خزيمة عن شيخ أبي داود؛ بندار محمد بن بشار به؛ ووقع عند مسلم والنسائي: عن بنت الحارثة بن النعمان، وعند ابن خزيمة: عن ابنة الحارثة بن النعمان، وتابعهم أحمد بن سلمة بن عبد الله النيسابوري الحافظ الحجة فرواه عن بندار به، وقال: عن ابنةٍ لحارثة بن النعمان [عند البيهقي]، وهكذا رواه أحمد عن غندر به، فقال: عن ابنة حارثة بن النعمان، ومن طريقه رواه الحاكم وأبو نعيم.