عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم، عن عبد الله بن مسعود، قال: أطيلوا هذه الصلاة، واقصروا هذه الخطبة؛ يعني: صلاة الجمعة.
أخرجه ابن أبي شيبة (١/ ٤٥٠/ ٥٢٠٠)، والطبراني في الكبير (٩/ ٢٩٨/ ٩٤٩٢)، والدارقطني في العلل (٥/ ٢٢٥/ ٨٣٥)، والحاكم (٢/ ٤٨٨)، والبيهقي في السنن (٣/ ٢٠٨).
قال الحاكم: "هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه".
قلت: وهو كما قال، موقوفًا على ابن مسعود.
* وروى أبو إسحاق السبيعي: سمعت أبا الأحوص، عن ابن مسعود، قال: إنكم في زمان قليل خطباؤه، كثير علماؤه، يطيلون الصلاة، ويقصرون الخطبة، وإنه سيأتي عليكم زمان كثير خطباؤه، قليل علماؤه، يطيلون الخطبة، ويؤخرون الصلاة، حتى يقال: هذا شرق الموتى، قلت له: ما شرق الموتى؟ قال: إذا اصفرت الشمس جدًّا، "فمن أدرك ذلك منكم فليصل الصلا لوقتها، فإن احتبس فليصل معهم، وليجعل صلاته وحده الفريضة، وصلاته معهم تطوعًا".
أخرجه عبد الرزاق (٢/ ٣٨٢/ ٣٧٨٧)، وابن نصر المروزي في الصلاة (١٠٣٧ و ١٠٣٨)، والطبراني في الكبير (٩/ ١٠٨/ ٨٥٦٧) و (٩/ ٢٩٨/ ٩٤٩٦).
وهذا إسناد صحيح، على شرط مسلم.
* وروى قبيصة بن عقبة، وأبو نعيم الفضل بن دكين، والحسين بن حفص:
عن سفيان الثوري، عن أبي قيس [الأودي]، عن الهزيل بن شرحبيل، عن عبد الله، قال: من أراد الآخرة أضر بالدنيا، ومن أراد الدنيا أضر بالآخرة، يا قوم فأضروا بالفاني للباقي، إنكم في زمانٍ كثيرٌ علماؤه، قليل خطباؤه، كثيرٌ معطوه، قليلٌ سُؤَّاله، الصلوات فيه طويلة، والخطبة فيه قصيرة، وإن من ورائكم زمانًا كثيرٌ خطباؤه، قليلٌ علماؤه، كثيرٌ سؤَّاله، قليلٌ معطوه، الصلاة فيه قصيرة، والخطبة فيه طويلة، فأطيلوا الصلاة، وأقصروا الخطب، إن من البيان سحرًا.
أخرجه ابن أبي شيبة في الأدب (٧٣)، وفي المصنف (٧/ ٣٧٣٧٨/٤٧٩)، وهناد بن السري في الزهد (٦٧٠)، والطبراني في الكبير (٩/ ١٠٨/ ٨٥٦٦)، والحاكم (٤/ ٤٨٢).
قال الحاكم: "هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه".
قلت: هذا موقوف على ابن مسعود بإسناد صحيح على شرط البخاري.
* والحاصل: فهذان حديثان، أحدهما: عن عمار مرفوعًا، وله طرق، والآخر: عن ابن مسعود موقوفًا عليه توله، وله طرق، ويحتمل من أبي وائل شقيق بن سلمة التعدد في الأسانيد، لا سيما وحديث واصل بن حيان الأحدب لم يسلك فيه الجادة، ولم يقل: عن ابن مسعود، مما يدل على أنه حفظه، كما أن فيه قصة تؤكد حفظه للحديث وضبطه له، وقد صححه مسلم وأبو عوانة وابن خزيمة وابن حبان والحاكم وابن عساكر وغيرهم.