للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

بل قد صححه إمام الأئمة وجبل الأمة، الإمام البخاري؛ نقل ذلك عنه الترمذي في علله الكبير (١٤٢ - ترتيبه)، فقال: (قال محمد [يعني: البخاري]: حديث عمار عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: "اقصُرُوا الخُطَب": هو حديث صحيح".

* وهذا الحديث مما استدركه الدارقطني على مسلم في التتبع (٣٢)، فقال: "هذا الحديث تفرد به: ابنُ أبجر عن واصل، حدث به عنه ابنه عبد الرحمن وسعيد بن بشير، وخالفه الأعمش، وهو أحفظ لحديث أبي وائل منه، رواه عن أبي وائل عن عمرو بن شرحبيل عن عبد الله قوله، غير مرفوع، قاله الثوري وغيره عن الأعمش".

وكأنه استروح لهذا المعنى أيضًا في الأفراد، فقال: "غريب صحيح من حديث واصل بن حيان الأحدب عن أبي وائل عنه، تفرد به عبد الملك بن سعيد بن أبجر عنه، حدث به: ابنه عبد الرحمن وسعيد بن بشير، ورواه مسلم عن سريج بن يونس بهذا الإسناد، وهو عندنا بعلو عن سريج.

وروى هذا الحديث: سليمان الأعمش، عن أبي وائل، عن أبي ميسرة عمرو بن شرحبيل، عن عبد الله؛ في طول الصلاة، دون قوله: "إن من البيان سحرًا": موقوفًا غير مرفوع" [أطراف الغرائب والأفراد (٢/ ١٠١/ ٤٢٣٥)].

فكأنه مال إلى إعلال المرفوع بالموقوف، بعدما صرح بصحة المرفوع مع غرابته.

لكنه في العلل (٥/ ٢٢٤/ ٨٣٥) ذهب إلى تصحيح الحديثين جميعًا، فجعلهما محفوظين عن أبي وائل، حيث قال: "والقولان عن أبي وائل: محفوظان، قول الأعمش، وقول واصل، جميعًا".

قلت: وهذا هو الصواب الموافق لقواعد الأئمة، كما سبق بيانه قبل قليل، والله أعلم.

***

١١٠٧ - . . . الوليد: أخبرني شيبان أبو معاوية، عن سماك بن حرب، عن جابر بن سمرة السوائي، قال: "كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لا يُطيلُ الموعظةَ يوم الجمعة، إنما هنَّ كلماتٌ يسيراتٌ".

* حديث صحيح غريب، مروي بالمعنى

أخرجه الحاكم (١/ ٢٨٩)، والطبراني في الكبير (٢/ ٢٤٢/ ٢٠١٥)، والبيهقي (٣/ ٢٠٨).

رواه عن الوليد بن مسلم: محمود بن خالد، وهشام بن عمار الدمشقيان.

قال الحاكم: "صحيح على شرط مسلم".

وصحح إسناده النووي في الخلاصة (٢٨٠٥)، وابن الملقن في البدر المنير (٤/ ٦٣١).

هكذا رواه الوليد بن مسلم [دمشقي، ثقة، وقد رواه عنه الدمشقيون]، عن أبي معاوية

<<  <  ج: ص:  >  >>