للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

شيبان بن عبد الرحمن النحوي [كوفي ثقة، صاحب كتاب]، عن سماك بن حرب.

فهو حديث كوفي ثم شامي، وهو حديث غريب لم يُعرف في بلده، وإنما عرف خارجها، حيث لم يروه عن شيبان سوى الوليد بن مسلم الدمشقي، ثم اشتهر في دمشق، فأين أهل العراق على كثرتهم عن حديث شيبان هذا؟.

* وقد خالف شيبانَ في لفظه جماعةٌ من قدامى أصحاب سماك، ومن أثبت الناس فيه، ممن كان لا يقبل عنه ما لُقِّنه:

فقد رواه سفيان الثوري، وشعبة، وزائدة بن قدامة، وأبو الأحوص، وزكريا بن أبي زائدة [وهم ثقات أثبات]، وشريك بن عبد الله النخعي، وقيس بن الربيع [وهما من أهل الصدق، متكلَّم في حفظهما]، وعمرو بن أبي قيس [ليس به بأس]، وأسباط بن نصر [ليس بالقوي]، وغيرهم:

عن سماك، عن جابر بن سمرة، قال: كنت أصلي مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -[الصلوات]، فكانت صلاته قصدًا، وخطبته قصدًا. لفظ أبي الأحوص وزكريا بن أبي زائدة، وما بين المعكوفين له [كلاهما عند مسلم].

ولفظ الثوري وعمرو بن أبي قيس: وكانت خطبته قصدًا وصلاته قصدًا.

ولفظ شعبة: كانت صلاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قصدًا، وخطبته قصدًا.

ولفظ زائدة: وكانت خطبة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وصلاته قصدًا.

أخرجه مسلم (٨٦٦)، وقد تقدم تخريجه مفصلًا برقم (١٠٩٤ و ١٠٩٥)، وقد سبق أيضًا أن خرجت طرفًا منه تحت الحديث رقم (٧٩٥)، الشاهد الرابع، وخرجت بعض طرقه تحت الحديث رقم (٨٠٥).

* ورواه أيضًا: وكيع: ثنا الأعمش، عن المُسيَّب بن رافع، عن تميم بن طَرَفَةَ، عن جابر بن سمرة، قال: كانت صلاة النيي - صلى الله عليه وسلم - قصدًا، وخطبته قصدًا.

أخرجه أحمد (٥/ ١٠٧).

وهذا إسناد صحيح على شرط مسلم.

وبهذا يتبين أن رواية شيبان مع غرابتها، فإنها مروية بالمعنى، ولا ندري هل وقع ذلك من شيبان، أم من سماك بن حرب نفسه؟ والله أعلم.

* وفي الباب أيضًا:

١ - حديث الحكم بن حزن:

يرويه شهاب بن خِراش: حدثني شعيب بن رُزَيق الطائفي، قال: جلست إلى رجلٍ له صحبةٌ من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، يقال له: الحكم بن حَزْنٍ الكُلَفي، فأنشأ يحدثنا، قال: وفدت إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سابعَ سبعةٍ ... فذكر الحديث، والشاهد منه: فحمد الله وأثنى عليه، كلماتٍ خفيفات طيباتٍ مباركاتٍ، ثم قال: "أيها الناس، إنكم لن تطيقوا" - أو: "لن تفعلوا" - "كلَّ ما أُمرتم به، ولكن سدِّدوا، وأبشروا".

<<  <  ج: ص:  >  >>