للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال: فسأله ثلاث مرات كل ذلك يشيرون إليه أن اسكت، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عند الثالثة: "ويحك ماذا أعددت لها؟ " قال: حب الله ورسوله، قال: "إنك مع من أحببت"، قال: فسكت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ساعة، ثم مر غلام يمشي، قال أنس: أقول أنا: هو من أقراني قد احتلم أو ناهز، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أين السائل عن الساعة؟ "، قال: ها هو هذا، فقال: "إن أكمل هذا الغلام عمره أو أدرك عمره، فلن يموت حتى يرى أشراطها".

أخرجه علي بن حجر في حديثه عن إسماعيل بن جعفر (٣٨٨)، وعنه: ابن خزيمة (٣/ ١٤٩/ ١٧٩٦)، والبيهقي (٣/ ٢٢١)، والبغوي في شرح السُّنَّة (١٥/ ١٠٠/ ٤٢٩٧).

* خالفه: الليث بن سعد، قال: حدثني سعيد - يعني: المقبري -، عن شريك بن عبد الله بن أبي نمر، عن أنس بن مالك؛ أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قام فحذَّر الناس، فقام رجل فقال: متى الساعة يا رسول الله؟ فبسر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في وجهه، فقلنا له: اقعد، فإنك قد سألت رسول الله ما يكره، ثم قام الثانية، فقال: يا رسول الله متى الساعة؟ قال: فبسر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في وجهه أشد من الأولى، قال: فأجلسناه، قال: ثم قام الثالثة، فقال: يا رسول الله متى الساعة؟ فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ويحك، وما أعددت لها؟ " قال الرجل: أعددت لها حب الله ورسوله، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "اجلس، فإنك مع من أحببت".

أخرجه النسائي في العلم من الكبرى (٥/ ٣٧٦/ ٥٨٤٢)، وأحمد (٣/ ١٦٧)، والبزار (١٢/ ٣٢٦/ ٦١٩٠).

* ورواه أنس بن عياض: نا شريك بن أبي نمر، عن أنس، نحوه.

أخرجه البزار (١٢/ ٣٢٦/ ٦١٨٩).

فلم يذكر فيه الليث بن سعد موضع الشاهد، إذ لم يصرح بكون ذلك كان أثناء خطبة الجمعة، ولا أن الصحابة أسكتوه بالإشارة، بل تكلموا صراحة، وقالوا: اقعد، فإنك قد سألت رسول الله ما يكره، فسقط الاستدلال برواية شريك، والذي يغلب على ظني أن كلًا قد حدث عن شريك بما سمع منه، فإن إسماعيل بن جعفر وسعيد بن أبي سعيد المقبري وأنس بن عياض: ثقات.

وهذا حديث قد وهم فيه شريك بن عبد الله بن أبي نمر، وهو ليس به بأس، وله أوهام، وهذا منها؛ فإن هذا الحديث قد رواه جماعة من الحفاظ من أصحاب أنس، مثل: الزهري، وقتادة، وإسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، وثابت البناني، وسالم بن أبي الجعد، وعبد العزيز بن صهيب، والحسن البصري، وحميد الطويل، وغيرهم، فلم يذكروه بهذا السياق [راجع تخريج الحديث تحت الحديث رقم (٣٨٠)]، بل جاء في سياق حديث ابن أبي الجعد ما يخالف رواية شريك، وأن ذلك لم يكن أثناء الخطبة:

فقد روى جرير، عن منصور، عن سالم بن أبي الجعد: حدثنا أنس بن مالك، قال: بينما أنا ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - خارجين من المسجد، فلقينا رجلًا عند سدة المسجد، فقال: يا رسول الله! متى الساعة؟ قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ما أعددت لها؟ " قال: فكأن الرجل

<<  <  ج: ص:  >  >>