ممن روى هذا الحديث عن الأعمش من أصحابه الذين يأتي ذكرهم.
* وهذا الحديث قد اختلف في إسناده ومتنه على حفص بن غياث:
أ- فرواه محمد بن محبوب البناني البصري، وإسماعيل بن إبراهيم بن معمر الهذلي أبو معمر القطيعي، وداود بن رُشيد [وهم ثقات]، وأبو هشام محمد بن يزيد الرفاعي [ضعيف]:
عن حفص بن غياث، عن الأعمش، عن أبي سفيان، عن جابر، وعن أبي صالح، عن أبي هريرة، قالا: جاء سُلَيكٌ الغَطَفاني. . . الحديث، على اختلاف بينهم في متنه.
ب- خالفهم: عمر بن حفص بن غياث [ثقة]، قال: ثنا أبي، قال: ثنا الأعمش، قال: سمعت أبا صالح يذكر حديث سليك الغطفاني.
ثم سمعت أبا سفيان بعد ذلك يقول: سمعت جابرًا يقول: جاء سليك الغطفاني في يوم الجمعة ورسول اللَّه يخطب، فقال له رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "قم يا سليك، فصل ركعتين خفيفتين، تجوَّز فيهما"، ثم قال: "إذا جاء أحدكم والإمام يخطب، فليصل ركعتين خفيفتين، بتجوَّز فيهما".
أخرجه البخاري في القراءة خلف الإمام (١٥٧)، والطحاوي (١/ ٣٦٥).
هكذا أرسله فلم يذكر في إسناده أبا هريرة، ثم وصله من حديث جابر.
ج- وخالفهم فلم يذكر في إسناده: إسناد أبي صالح عن أبي هريرة، وأفرد إسناد أبي سفيان عن جابر: ثقتان حافظان؛ أبو بكر ابن أبي شيبة ومحمد بن عبد اللَّه بن نمير:
• رواه أبو بكر ابن أبي شيبة، قال: حدثنا حفص بن غياث، عن الأعمش، عن أبي سفيان، عن جابر، قال: جاء سليك الغطفاني والنبي -صلى اللَّه عليه وسلم- يخطب يوم الجمعة، فقال له: "صليت؟ "، قال: لا، قال: "صلِّ ركعتين، تجوَّز فيهما".
أخرجه ابن أبي شيبة (١/ ٤٤٧/ ٥١٦١) و (١/ ٤٥١/ ٥٢١٢) و (٧/ ٣١٤/ ٣٦٤٢٧) و (٧/ ٣٢٠/ ٣٦٤٨٤)، وأبو نعيم في مستخرجه على مسلم (٢/ ٤٦١/ ١٩٦٩).
• ورواه ابن نمير: حدثنا حفص، عن الأعمش، عن أبي سفيان، عن جابر، قال: جاء سليك الغطفاني والنبي - صلى اللَّه عليه وسلم-يخطب، فقال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "إذا جاء أحدكم والإمام يخطب؛ فليصلِّ ركعتين، يتجوَّز فيهما".
أخرجه أبو يعلى (٤/ ١٨٧/ ٢٢٧٦).
هكذا اضطرب حفص بن غياث في إسناد هذا الحديث ومتنه؛ فإنه وإن كان كتابه ثبتًا في الأعمش؛ إلا أنه ساء حفظه بعدما ولي القضاء، فكان يغلط إذا حدث من حفظه، وهذا منه، فقد اختلف الثقات عليه في إسناده ومتنه، فكلٌ قد حدث عنه بوجه مختلف، يزيد فيه حفص وينقص، وقد قال ابن معين: "جميع ما حدث به ببغداد من حفظه"، وأبو معمر القطيعي وداود بن رشيد ممن سكنا بغداد، بل إن داود بن رشيد قد أدرك ذلك فقال: "حفص: كثير الغلط"، وهذا يؤكد المعنى المذكور من كون حفص كان يضطرب في إسناد