وقد نحا ابن حجر في ذلك منحى آخر، فقال في الفتح (٢/ ٤٠٨): "والذي يظهر لي أنه ما عنى أن جابرًا حمل القصة عن سليك، وإنما معناه أن جابرًا حدثهم عن قصة سليك، ولهذا نظير. . . "، وهو محتمل كما سبق بيانه.
والحاصل: فإن الحديث إنما هو لجابر، يروي فيه قصة سليك الغطفاني، لا أن سليكًا هو راويها، واللَّه أعلم.
° هكذا رواه الثقات من أصحاب الأعمش، عن الأعمش، عن أبي سفيان، عن جابر بن عبد اللَّه، قال: جاء سليك الغطفاني يوم الجمعة، ورسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يخطب،. . . الحديث.
* وممن وهم فيه على الأعمش:
أ- رواه إسرائيل بن يونس بن أبي إسحاق [ثقة]، وقيس بن الربيع [ليس بالقوي]، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي سعيد، وأبي سفيان، عن جابر.
ذكره أبو نعيم في معرفة الصحابة (٣/ ١٤٣٧/ ٣٦٤٥ م)، وابن الأثير في أسد الغابة (٢/ ٥١٤).
ب- وخالفهم أيضًا حبان بن علي فوهم في إسناده على الأعمش:
رواه محمد بن عثمان بن أبي شيبة [حافظ صدوق، له غرائب]، قال: ثنا يحيى بن الحسن بن الفرات القزاز [روى عنه جماعة، ولم أجد من ترجم له، وأخوه زياد، وأبوهما الحسن، وجدهما فرات: مشهورون، من رجال التهذيب]: ثنا حبان بن علي [العنزي: ضعيف]، عن الأعمش، عن أبي الزبير، عن جابر، قال: جاء سليك النطفاني والنبي -صلى اللَّه عليه وسلم- يخطب، فأمره أن يصلي ركعتين.
أخرجه ابن الأعرابي في المعجم (٤٨٨)، والطبراني في الكبير (٧/ ١٦٣/ ٦٧٠٨).
قال الدارقطني في العلل (١٣/ ٣٤٥/ ٣٢٢٥): "خالفه أبو معاوية الضرير، وداود الطائي، وأصحاب الأعمش، فرووه عن الأعمش، عن أبي سفيان، عن جابر.
وهو الصواب".
* وخالفهم في اسم الداخل فوهم:
منصور بن أبي الأسود [لا بأس به]، رواه عن الأعمش، عن أبي سفيان، عن جابر، قال: دخل النعمان بن قوقل ورسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يخطب يوم الجمعة، فقال له النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-: "يا نعمان! صلِّ ركعتين تجوَّز فيهما، وإذا جاء أحدكم والإمام يخطب فليصلِّ ركعتين، وليخفِّفْهما".
أخرجه الطبراني [عزاه إليه في الأوسط: ابن حجر في التلخيص (٢/ ١٢٤/ ٦٤٠)، ولم أجده في الموضع الذي أشار إليه فيما بين (٧٦٦ - ٩٣٧)، وعزاه جماعة للطبراني في الكبير]. وأبو نعيم في معرفة الصحابة (٥/ ٢٦٥٤/ ٦٣٦٣)، والخطيب في المبهمات (٣٧٧).