وقال الخطيب عن رواية أبي اليمان:"كذا سماه ونسبه أبو اليمان، ووهم في ذلك، والصواب أنه رزيق أبو عبد اللَّه" [تاريخ دمشق، الإكمال ابن ماكولا (٤/ ٥٤)].
وقال في التلخيص:"ولم أر لعبد اللَّه بن رزيق ذكرًا في تواريخ أهل الشام، لكنهم ذكروا أن أرطاة يروي عن رزيق أبي عبد اللَّه الألهاني، واللَّه أعلم".
• خالف أبا اليمان: إسماعيل بن جعفر [مدني، ثقة مأمون]، فرواه عن أرطأة بن المنذر، عن رزيق أبي عبد اللَّه، قال: قال ابن الأسود: لا تخطَّينَّ رقاب الناس يوم الجمعة، فيجعلك اللَّه لهم جسرًا يوم القيامة.
أخرجه الدولابي في الكنى (٢/ ٨١٨/ ١٤٢٧).
قلت: وهذا عندي الأشبه بالصواب، وأنه إنما يُعرف من كلام عمرو بن الأسود العنسي مقطوعًا عليه، وهو: ثقة، مخضرم من كبار التابعين.
ورجال الإسناد ثقات؛ عدا رزيق أبي عبد اللَّه الألهاني؛ قال أبو زرعة الرازي:"حمصي، لا بأس به"، وذكره ابن حبان في الثقات، وأعاد ذكره في المجروحين، وتقدم نقل كلامه عليه، وأنكر عليه هذا الحديث، ولأبي عبد اللَّه الألهاني عن أنس حديث منكر، تفرد به عنه أبو الخطاب الدمشقي وهو: مجهول، راجع تخريجه تحت الحديث رقم (٣٥٦)، قال الخطيب عن أبي الخطاب ورزيق لما خرج حديثهما في التلخيص (١/ ٤٨٨): "هما في عداد المجهولين"، وتبعه على ذلك ابن ماكولا في الإكمال (٢/ ٤٦٤) و (٤/ ٤٨) [التاريخ الكبير (٣/ ٣١٨)، الجرح والتعديل (٣/ ٥٠٥)، الثقات (٤/ ٢٣٩)، المجروحين (١/ ٣٠١)، المؤتلف والمختلف للدارقطني (٢/ ١٠١٥)، فتح الباب (٤٢٧٠)، تلخيص المتشابه (١/ ٢٨٦ و ٤٨٨)، إكمال ابن ماكولا (٢/ ٤٦٤) و (٤/ ٤٨ و ٥٤)، الميزان (٢/ ٤٨)، تاريخ الإسلام (٨/ ٩٤)، توضيح المشتبه (٤/ ١٧٠)، التهذيب (١/ ٦٠٦)، وانظر: ما تقدم تحت الحديث رقم (٣٥٦)].
قلت: لم يكن رزيق بذلك المشهور، حتى جهله الخطيب وابن ماكولا، ولم يكن مكثرًا من الرواية أيضًا، وقول أبي زرعة فيه:"لا بأس به"، يدل على أن له أوهامًا، وأنه يصدق في مروياته الأخرى، وقد أنكر عليه ابن حبان هذا الحديث، ولذا أعاد ذكره في المجروحين، مع كونه أدخله في ثقاته، ولم ينف ابن حبان الاحتجاج به على الإطلاق، وإنما قيده بما إذا انفرد عن الثقات بما لا يشبه حديث الأثبات، وأنه لا يجوز الاحتجاج به إلا عند الوفاق، وعلى هذا فإن روايته هذه منكرة مردودة، حتى ولو رجحنا رواية الحمصيين المتصلة، واللَّه أعلم.
٦ - حديث أنس بن مالك:
رواه سعيد بن سليمان [الواسطي: ثقة حافظ]: حدثنا موسى بن خلف العمي الواسطي: حدثنا القاسم العجلي، عن أنس بن مالك، قال: بينما رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يخطب إذ جاء رجل يتخطى رقاب الناس، حتى جلس قريبًا من النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-، فلما قضى رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-