صلاته، قال:"ما منعك يا فلان أن تجمع [معنا]؟ "، قال: يا رسول اللَّه! قد حرصت أن أضع نفسي بالمكان الذي ترى، قال:"قد رأيتك تخطَّى رقاب الناس وتؤذيهم، من آذى مسلمًا فقد آذاني، ومن آذاني فقد آذى اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- ".
أخرجه الطبراني في الصغير (٤٦٨)، وفي الأوسط (٤/ ٦٠/ ٣٦٠٧)، والبيهقي في الشعب (٣/ ١٠١/ ٣٠٠١)(٥/ ٣٣١/ ٢٧٤١ - ط. الأوقاف القطرية)، وعلقه البخاري في التاريخ الكبير (٧/ ١٧٢).
قال الطبراني:"لم يروه عن أنس إلا القاسم العجلي البصري، ولا عنه إلا موسى بن خلف، تفرد به سعيد".
قلت: هو حديث ضعيف جدًا؛ القاسم بن مطيب العجلي: قال ابن حبان: "كان ممن يخطئ عمن يروي؛ على قلة روايته؛ فاستحق الترك لما كثر ذلك منه"، ووصفه أيضًا ابن عدي والحاكم بقلة الرواية، فقال ابن عدي:"عزيز الحديث"، وقال الحاكم:"لم يسند تمام العشرين"، لكن قال عنه الدارقطني في العلل:"ثقة"، مع كونه خالف ثقات أصحاب الأعمش ورفع الموقوف، فكيف يوثَّق قليلُ الرواية فيما يخالف فيه الأثبات من أصحاب الثقات المشاهير!!!، وله أوهام وأفراد وغرائب تشهد بصحة قول ابن حبان [مسند البزار (٤/ ٣٣٦/ ١٥٣٠) و (٧/ ٢٩٠/ ٢٨٨١)، المجروحين (٢/ ٢١٣)(٢/ ٢١٦ - ط. الصميعي)، الكامل (٢/ ٣٢٩)، علل الدارقطني (٥/ ١٤٣/ ٧٧٧)، أطراف الغرائب والأفراد (٢/ ٢٥٢/ ٤٩٦٨)، سؤالات السجزي (١٨٣)، الفصل للوصل المدرج في النقل (١/ ٣٦٣)، المغني في الضعفاء (٣/ ١١٧)، التهذيب (٣/ ٤٢٢)]، وموسى بن خلف العمي: ليس بالقوي.
٧ - حديث عثمان بن الأزرق:
رواه إسماعيل بن هارون أبو قرة [ذكره ابن حبان في الثقات (٨/ ٩٨)، وهو: مجهول الحال. انظر: ثقات ابن قطلوبغا (٢/ ٤١٢)]: ثنا هشام بن زياد: ثنا عمار بن سعد، قال: دخل علينا عثمان بن الأزرق المسجد يوم الجمعة والإمام يخطب، فقصر وقعد في المسجد، فقلنا: رحمك اللَّه، لو كنت وصلت إلينا كان أرفق بك، قال: إني سمعت رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يقول:"من تخطى رقاب الناس يوم الجمعة بعد خروج الإمام، أو فرق بين اثنين كان كالجارَّ قُصْبَه في النار".
أخرجه الطبراني في الكبير (٩/ ٦٣/ ٨٣٩٩)[في ترجمة عثمان بن الأزرق، ولم يخرج له غيره]. ومن طريقه: أبو نعيم في معرفة الصحابة (٤/ ١٩٦٤/ ٤٩٣٨).
وعثمان بن الأزرق لا ذكر له إلا في هذا الحديث، ولا يوجد صحابي له رواية بهذا الاسم؛ إنما هو مجرد وهم راوٍ، ومن ترجم له فإنما ترجم له بهذا الإسناد وهذا الحديث حسب، وإنما هو عثمان بن الأرقم بن أبي الأرقم عن أبيه، فتحرفت الأرقم إلى الأزرق.
٨ - خالفه عباد بن عباد المهلبي [البصري: ثقة] فرواه من حديث الأرقم بن أبي الأرقم، واختلف فيه على عباد: