يرويه عمر بن الوليد الشني، عن عكرمة، عن ابن عباس، أن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- كان يخطب يوم الجمعة، فدخل رجل يتخطَّى رقاب الناس، فقال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "يبطئ أحدكم، ثم يتخطَّى رقاب الناس ويؤذيهم"، فقال: ما زدت على أن سمعت النداء فتوضأت، قال:"أوَ يومَ وضوءٍ هو؟ ".
وفي رواية: جاء رجلٌ والنبي -صلى اللَّه عليه وسلم- يخطب يوم الجمعة، فقال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "يلهو أحدكم حتى إذا كادت الجمعة تفوته جاء يتخطَّى رقاب الناس يؤذيهم"، فقال: يا رسول اللَّه! ما فعلت، ولكني كنت راقدًا، فاستيقظت، ثم توضأت وجئت، فقال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "أوَ يومَ وضوءٍ هذا؟ ".
أخرجه ابن أبي عمر العدني في مسنده (٥/ ٥٠/ ٧٢٠ - مطالب)، ومن طريقه: الطبراني في الأوسط (٨/ ٧٣/ ٨٠٠١)، وابن عبد البر في التمهيد (١٠/ ٧٤).
قال الطبراني:"لم يرو هذا الحديث عن عكرمة إلا عمر بن الوليد، ولا عن عمر إلا بشر بن السري، تفرد به: محمد بن أبي عمر".
وقال ابن عبد البر:"هكذا حُدِّثت به مرفوعًا، وهو عندي وهمٌ، لا أدري ممن واللَّه أعلم، وإنما القصة محفوظة لعمر، لا للنبي -صلى اللَّه عليه وسلم-".
وقال ابن حجر في المطالب:"رجاله ثقات إلا عمر ففيه مقال".
قلت: رجاله ما بين الطبراني والشني ثقات حفاظ، لكن الشان في عمر بن الوليد الشني؛ فإنه وإن وثقه ابن معين في رواية الدارمي والكوسج وابن الجنيد، وقال أحمد:"ليس به بأس"، وقال مرة أخرى:"شيخ ثقة"، وقال أبو زرعة:"ثقة"، وقال أبو حاتم:"ما أرى بحديثه بأسًا، ومن تثبُّت عمر أن عامة حديثه عن عكرمة فقط، ما أقلَّ ما يجوز به إلى ابن عباس، لا شبه شبيب بن بشر الذي جعل عامة حديثه عن عكرمة عن ابن عباس"، وقال يعقوب بن سفيان:"لا بأس به"، وذكره ابن حبان في الثقات.
لكن لم يحدث عنه يحيى بن سعيد القطان، وقال علي بن المديني:"سألت يحيى بن سعيد عن عمر بن الوليد الشني، فقال بيده فحركها؛ كأنه لا يقويه، فاسترجعت أنا، فقال: مالك؟ قلت: إذا حركت يدك فقد أهلكته عندي، قال: ليس هو عندي ممن أعتمد عليه، ولكنه لا بأس به، قلت: فأبو مكين؟ قال: لا، أبو مكين فوقه، قال: وسألت يحيى بن سعيد عن الربيع بن حبيب [أبي سلمة]، فقال: تعرف وتنكر، وقال بيده، كما قلت: هو نحو عمر بن الوليد؟ فقال: هو نحوه"، وأبو مكين نوح بن ربيعة: صدوق، وقال النسائي:"ليس بالقوي"، وذكره العقيلي وابن عدي في الضعفاء، وقال ابن عدي:"وعمر بن الوليد هذا هو قليل الحديث، ولم يحضرني له شيء فأذكره" [تاريخ ابن معين للدارمي (٥٠٧)، سؤالات ابن الجنيد (٢١٢)، العلل ومعرفة الرجال (٢/ ٤٩١/ ٣٢٣٨) و (٣/ ١٠٨/ ٤٤٣٤)، التاريخ الكبير (٦/ ٢٠٣)، المعرفة والتاريخ (٢/ ٧١)، ضعفاء النسائي (٤٦٢)، الضعفاء