للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وعاصم بن سويد بن عامر بن يزيد بن جارية، إمام مسجد قباء، أحد بني عمرو بن عوف: قليل الرواية جدًا، قال أبو حاتم: "شيخ محله الصدق، روى حديثين منكرين، [التهذيب (٢/ ٢٥٣)].

٣ - حديث عبد اللَّه بن بسر:

يرويه محمد بن يحص بن فياض -بصري-[ثقة]: ثنا سعيد بن عنبسة -وهو القطان-: ثنا عبد اللَّه بن بسر، قال: رأيت عبد اللَّه بن بسر -صاحب رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- إذا صلى الجمعة خرج من المسجد قدرًا طويلًا، ثم رجع إلى المسجد فيصلي ما شاء اللَّه أن يصلي، فقلت له: يرحمك اللَّه لأي شيء تصنع هذا؟ قال: لأني رأيت سيد المسلمين -صلى اللَّه عليه وسلم- هكذا يصنع، يعني: النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-، وتلا هذه الآية: {فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ} [الجمعة: ١٠] إلى آخر الآية.

أخرجه ابن خزيمة (٣/ ١٨٥/ ١٨٧٨).

قال ابن خزيمة: "باب استحباب الانتشار بعد صلاة الجمعة، والابتغاء من فضل اللَّه، قال اللَّه -عز وجل-: {فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ}؛ إلا أن في القلب من هذا الخبر، فإني لا أعرف سعيد بن عنبسة القطان هذا، ولا عبد اللَّه بن بسر الذي روى عنه سعيد هذا بعدالة ولا جرح، غير أن اللَّه -عز وجل- قد أمر في نص تنزيله بعد قضاء صلاة الجمعة بالانتشار في الأرض والابتغاء من فضل اللَّه، وهذا من أمر الإباحة".

قال ابن حجر في الإتحاف (٦/ ٥٣٠/ ٦٩٣٧): "عبد اللَّه بن بسر هذا هو الحبراني، ضعفه القطان وابن معين، وقال النسائي: ليس بثقة".

قلت: نعم، قد ضعفوه [التهذيب (٢/ ٣٠٨) وسعيد بن عنبسة القطان: أظنه الخزاز الرازي، ففي بعض الأسانيد أن القطان يروي عن أبي عبيدة الحداد [المعجم الأوسط (٧/ ٢٧١/ ٧٤٧٧)]، ويحتمل أن يكون هو الذي سئل عنه الدارقطني، فقال: "بصري، يعتبر به" [سؤالات البرقاني (١٨٤)، وانظر: اللسان (٤/ ٧٠) فإن كان الأول وهو: الرازي الخزاز؛ فقد كذبه ابن معين وابن الجنيد، وقال أبو حاتم مرة: "فيه نظر وقال أخرى: "كان لا يصدق" [انظر: المعجم الكبير (١٩/ ١٨١/ ٤١١)، ما انتخبه ابن طاهر السلفي من أصول شيخه الطيوري (٤٣٣ و ٧٤٤)، الجرح والتعديل (٤/ ٥٢)، المتفق والمفترق (٢/ ١٠٩٧)، الميزان (٢/ ١٥٤)، اللسان (٤/ ٦٩) وإن كان الثاني: فلا يحتمل منه التفرد بهذا الحديث، فهو حديث منكر، واللَّه أعلم.

* وقد سبق أن قررت في أول الباب أن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- لم يصح عنه أنه كان يصلي قبل الجمعة شيئًا، لا في بيته، ولا في المسجد، ولا يثبت حديث مرفوع في سنة الجمعة القبلية، ومما روي في ذلك صريحًا مما لا يصح:

١ - حديث ابن عباس:

رواه بقية بن الوليد، عن مبشر بن عبيد، عن حجاج بن أرطاة، عن عطية العوفي،

<<  <  ج: ص:  >  >>