فلم يزل كذلك حتى كان مروان بن الحكم، فخرجت مخاصرًا مروان حتى أتينا المصلى، فإذا كثير بن الصلت قد بنى منبرًا من طينٍ ولبِنٍ، فإذا مروان ينازعني يده، كأنه يجرني نحو المنبر، وأنا أجره نحو الصلاة، فلما رأيت ذلك منه، قلت: أين؟ الابتداءُ بالصلاة! [وفي رواية: أين الوجه؟ الابتداء بالصلاة!]، فقال: لا؛ يا أبا سعيد! قد تُرِك ما تعلم، [وفي رواية: فرفعت صوتي] قلت: كلا، والذي نفسي بيده لا تأتون بخير مما أعلم، ثلاث مرار، ثم انصرف [لفظ مسلم، من حديث إسماعيل بن جعفر].
زاد الدراوردي: فلما قضى مروان الصلاة قال: يا أبا سعيد! إن الناس كانوا إذا صلينا انصرفوا، فلم يحضروا الخطبة، وإنا إذا بدأنا بالخطبة حضر الناس كلهم الصلاة ثم انصرفوا.
أخرجه مسلم (٨٨٩)، وأبو عوانة (٥/ ٣٨١/ ٥٦٤٢ - إتحاف)، وأبو نعيم في مستخرجه على مسلم (٢/ ٤٧٢/ ١٩٩٥)، والنسائي في المجتبى (٣/ ١٨٧/ ١٥٧٦) و (٣/ ١٩٠/ ١٥٧٩)، وفي الكبرى (٢/ ٣٠٢/ ١٧٨٥) و (٢/ ٣٠٧/ ١٧٩٨) و (٢/ ٣١٣/ ١٨١٤)، وابن ماجه (١٢٨٨)، وابن خزيمة (٢/ ٣٤٨/ ١٤٤٥) و (٢/ ٣٥٠/ ١٤٤٩) [(٢/ ٥٥٦/ ١٤٤٥) و (٢/ ٥٥٩/ ١٤٤٩) ط. الميمان]. وابن حبان (٧/ ٦٥/ ٢٨٢٥) و (٨/ ١١٤/ ٣٣٢١)، والحاكم (١/ ٢٩٧)، وأحمد (٣/ ٣١ و ٣٦ و ٤٢ و ٥٤)، وعبد الرزاق (٣/ ٢٨٠/ ٥٦٣٤) و (٣/ ٢٨٤/ ٥٦٤٨)، وابن أبي شيبة (٢/ ٨/ ٥٨٥٤)(٤/ ٢٤٨/ ٥٩٠٤ - ط عوامة)، وعلي بن حجر في حديثه عن إسماعيل بن جعفر (٤٢٢)، وابن شبة في أخبار المدينة (١/ ٩٢/ ٤١٩ و ٤٢٠)، وجعفر الفريابي في أحكام العيدين (١٠١)، وأبو يعلى (٢/ ٤٠٢/ ١١٨٢) و (٢/ ١٣٤٣/ ٤٩٨)، وأبو العباس السراج في حديثه بانتقاء الشحامي (٢٢٠٥ - ٢٢٠٧)، وابن المنذر في الأوسط (٤/ ٢٧٣/ ٢١٥٣) و (٤/ ١٧٨/ ٢٢٨٥) [(٤/ ٣١٣/ ٢١٤٤) و (٤/ ٣٢٨/ ٢١٦٩) ط. الفلاح]. والبيهقي (٣/ ٢٩٧)، والبغوي في شرح السُّنَّة (٤/ ٢٩٣/ ١٠٩٩)، وقال:"هذا حديث متفق على صحته"، وابن عساكر في تاريخ دمشق (٥٧/ ٢٥٠).
• تنبيه: وقع في رواية حماد بن أسامة [عند ابن ماجه]: ثم يسلم، فيقف على راحلته، كذا وقع في أكثر المخطوطات، وفي المطبوعات: رجليه، وهو الصواب، ووقع هذا التحريف أيضًا: في رواية وكيع، في مطبوعات المصنف لابن أبي شيبة، وإن كان في بعض المخطوطات الموثوق بها: رجليه، وهو ما تميل النفس إلى أنه لفظ المصنف نفسه، كما وقع التحريف أيضًا عند ابن خزيمة (١٤٤٥)، وكذا في مطبوعة الأوسط لابن المنذر، لكن ترجمة ابن خزيمة وابن المنذر للباب في الخطبة قائمًا على الأرض، وكلام ابن خزيمة بعد الحديث: كلاهما يدل على وقوع التحريف، وأن الصواب: على رجليه، لا سيما وسياق حديث أبي سعيد يأبى هذه اللفظة: على راحلته، ويبدو أن هذا التحريف قديم لوقوعه في مسند أبي يعلى (١١٨٢) أيضًا، وعنه ابن حبان في صحيحه (٢٨٢٥): على راحلته، لذا ترجم له ابن حبان بالخطبة على الرواحل، لكن يؤيد أن الصواب: على رجليه؛ ما رواه الحافظان الكبيران أحمد بن حنبل وأبو بكر ابن أبي شيبة عن وكيع به،