فقالا: على رجليه، ولفظ أحمد في المسند [(٣/ ٣١)(٥/ ٢٣٥٢/ ١١٤٣٥ - ط. المكنز)]: أن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- خطب قائمًا على رجليه، ويزيد ذلك تأكيدًا: ما جاء في رواية يحيى القطان [عند أحمد (٣/ ٥٤)]: فيقوم قائمًا، فيستقبل الناس بوجهه، واللَّه أعلم.
* وروي مختصرًا من وجوه أخر:
• فقد رواه ابن جريج: أخبرني الحارث بن عبد الرحمن بن أبي ذباب، عن عياض بن عبد اللَّه بن سعد بن أبي سرح، عن أبي سعيد؛ أن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- كان يبدأ يوم الفطر ويوم الأضحى بالصلاة قبل الخطبة، ثم يخطب فيكون في خطبته الأمر بالبعث والسرية.
أخرجه عبد الرزاق (٣/ ٢٨٠/ ٥٦٣٥)، وعنه: أحمد (٣/ ٥٦)، وأبو العباس السراج في حديثه بانتقاء الشحامي (٢٢٠٨)، وأبو نعيم في مستخرجه على مسلم (٣/ ٦٤/ ٢٢١٨).
وهو حديث صحيح.
• ورواه عبد اللَّه بن نمير، قال: حدثنا عياض بن عبد اللَّه بن سعد بن أبي سرح، عن أبي سعيد الخدري، قال: كان رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يخرج يوم الفطر فيصلي بالناس تينك الركعتين، ثم يسلم، ثم يقوم فيستقبل الناس وهم جلوس، فيقول:"تصدقوا، تصدقوا"، فكان أكثر مَن تصدق النساءُ بالقرط، والخاتم، والشيء.
أخرجه ابن أبي شيبة (٢/ ٣٥١/ ٩٨٠٨).
وهو حديث صحيح.
° قال ابن حجر في الفتح (٢/ ٤٥٠): "ويحتمل أن تكون القصة تعددت، ويدل على ذلك: المغايرة الواقعة بين روايتي عياض ورجاء، ففي رواية عياض: أن المنبر بني بالمصلى، وفي رواية رجاء: أن مروان أخرج المنبر معه، فلعل مروان لما أنكروا عليه إخراج المنبر ترك إخراجه بعدُ، وأمر ببنائه من لبن وطين بالمصلى، ولا بُعدَ في أن يُنكَر عليه تقديم الخطبة على الصلاة مرة بعد أخرى، ويدل على التغاير أيضًا: أن إنكار أبي سعيد وقع بينه وبينه، وإنكار الآخر وقع على رؤوس الناس".
* * *
١١٤١ - . . . ابن جريج: أخبرني عطاء، عن جابر بن عبد اللَّه، قال: سمعته يقول: إن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- قامَ يومَ الفطرِ فصلى، فبدأ بالصلاة قبلَ الخطبة، ثم خطبَ الناسَ، فلما فرغ نبيُّ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- نزل، فأتى النساءَ، فذكَّرهنَّ وهو يتوكَّأُ على يدِ بلالٍ، وبلالٌ باسطٌ ثوبَه تُلقِي فيه النساءُ الصدقةَ، قال: تُلقِي المرأة فَتَخَها، ويُلقِين، ويُلقِين، وقال ابن بكر: فَتَخَتَها.
* حديث متفق على صحته
أخرجه البخاري (٩٥٨ و ٩٦١ و ٩٧٨)، ومسلم (٣/ ٨٨٥)، وأبو عوانة (٣/ ٢٤٣/