قلت: ابن أبي السري، هو: محمد بن المتوكل بن عبد الرحمن العسقلاني: لين الحديث، كثير الغلط، وكان حافظًا، وثقه ابن معين [الجرح والتعديل (٨/ ١٠٥)، الثقات (٩/ ٨٨)، الأنساب (٤/ ١٩١)، تاريخ دمشق (٥٥/ ٢٢٨)، بيان الوهم (٥/ ٢١٨)، الميزان (٤/ ٢٣)، وقال:"ولمحمد هذا أحاديث تستنكر"، التهذيب (٣/ ٦٨٦)].
وقد توبع عليه:
• فقد رواه إسحاق بن إبراهيم [هو: ابن حبيب الشهيدي، وهو: ثقة]، قال: نا عمران بن عيينة، عن عطاء بن السائب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس -رضي اللَّه عنهما-، قال: خرج رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- في يوم عيد، وهو متوكئ على أسامة، فصلى ثم خطب، ثم أتى النساء فوعظهنَّ وذكرهنَّ، فجعلْنَ يتصدَّقنَ.
أخرجه البزار (١١/ ٢٧٥/ ٥٠٦٦).
قال البزار:"وهذا الحديث لا نعلم رواه عن عطاء بن السائب عن سعيد عن ابن عباس؛ إلا عمران بن عيينة".
• ورواه عبد اللَّه بن عمر بن أبان [الجعفي: ثقة]، قال: حدثنا عمران بن عيينة، عن عطاء بن السائب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال: خرجت أنا، والحسن، والحسين، وأسامة بن زيد، يوم فطر، وخرج رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- إلى المصلى، فصلى بنا، ثم خطب -صلى اللَّه عليه وسلم-، فقال:"يا أيها الناس! إن هذا يومُ صدقةٍ؛ فتصدَّقوا"، قال: فجعل الرجل ينزع خاتمه، والرجل ينزع ثوبه، وبلال يقبض، حتى إذا لم ير أحدًا يعطي شيئًا تقدم إلى النساء، فقال:"يا معشر النساء! إن هذا يومُ صدقةٍ، فتصدَّقن"، فجعلت المرأة تنزع خُرصها وخاتمها، وجعلت المرأة تنزع خلخالها، وبلال يقبض، حتى إذا لم ير أحدًا يعطي شيئًا أقبل بلال وأقبلنا.
أخرجه ابن حبان (٨/ ١١٧/ ٣٣٢٥).
قلت: هو حديث منكر؛ عمران بن عيينة: صالح، ضعفه أبو زرعة، وقال أبو حاتم:"لا يحتج بحديثه؛ فإنه يأتي بالمناكير" [التهذيب (٣/ ٣٢١)]، وقد اضطرب في هذا الحديث، وخلط في متنه شديدًا، فمرة يجعل المتوكأ عليه أسامة، وإنما هو بلال، ومرة يذكر الحسن، والحسين، وأسامة بن زيد، ولا ذكر لهم في هذا الحديث، ومرة ينسب إلى الرجال ما فعلته النساء في الصدقة بالخواتم، كما أن عمران بن عيينة متأخر الوفاة، وهو من طبقة متأخري السماع من عطاء بن السائب، ممن سمع منه بعد الاختلاط.
* والمعروف في هذا عن سعيد بن جبير:
ما رواه عدي بن ثابت، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس؛ أن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- صلى يوم الفطر ركعتين، لم يصلِّ قبلها ولا بعدها، ثم أتى النساء ومعه بلال، فأمرهنَّ بالصدقة، فجعلن يُلقِين، تلقي المرأة خُرصها وسِخابها.
أخرجه البخاري (٩٦٤ و ٩٨٩)، ومسلم (٨٨٤/ ١٣)، ويأتي تخريجه في السنن قريبًا برقم (١١٥٩)، إن شاء اللَّه تعالى.