وفي المقابل هناك من لينه: فقد قال أبو حاتم: "ليس بقوي، لين الحديث، بابة طلحة بن عمرو وعمر بن راشد وعبد اللَّه بن المؤمل"، وقال النسائي:"ليس بذاك القوي، ويكتب حديثه"، وقال الدارقطني:"طائفي، يعتبر به".
وهذا التصرف من هذين الإمامين المشهورين بالتشدد في نقد الرجال؛ وهما أبو حاتم والنسائي، يدلنا على أن الرجل ممن تعرف له وتنكر؛ يصيب ويخطئ، حيث لم يطلقا فيه ألفاظ الجرح الشديد، أو التضعيف المطلق، بل ليناه بألفاظ الجرح الخفيف.
وقد ترجم له البخاري في التاريخ الكبير، وقال:"سمع عطاء وعمرو بن شعيب وعبد الرحمن بن القاسم، سمع منه: أبو عاصم وأبو نعيم وابن المبارك"، وفرق بينه وبين الراوي عن عبد اللَّه بن مغفل بحديث:"لا تتخذوا أصحابي فرضًا"، وهو حديث فيه نظر، كما قال البخاري، لكن ابن عدي وهم فجمع بين الترجمتين، وأورد حديث ابن مغفل في ترجمة أبي يعلى الطائفي هذا، وهو خطأ منه، وقد نبه الذهبي على ذلك في الميزان، ثم قال ابن عدي:"فأما سائر أحاديثه؛ فإنه يروي عن عمرو بن شعيب أحاديث مستقيمة، وهو ممن يكتب حديثه"، فكلام ابن عدي هنا صريح في استقامة حديثه عن عمرو بن شعيب، وأن الأئمة قبلوا حديثه عن عمرو بن شعيب، ولم ينكروا منه شيئًا، ولو كان تفرده بهذا الحديث عن عمرو بن شعيب من قبيل المنكر لما سكتوا عنه، ولعل الذين لينوه نظروا إلى مروياته الأخرى التي وقع منه الوهم فيها، واللَّه أعلم [تاريخ ابن معين للدارمي (٤٧٣ و ٦٠١)، سؤالات ابن طهمان الدقاق لابن معين (٨)، التاريخ الكبير (٥/ ١٣١ و ١٣٣)، الميزان (٢/ ٤٥٢)، التهذيب (٢/ ٣٧٥)].
° والحاصل: فإن حديث الطائفي هذا عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده: حديث حسن، واللَّه أعلم.
* وفي الباب أيضًا، مما جاء في التكبير سبعًا وخمسًا:
١ - حديث سعد المؤذن:
يرويه هشام بن عمار، قال: حدثنا عبد الرحمن بن سعد بن عمار بن سعد مؤذن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-، قال: حدثني أبي، عن أبيه، عن جده،. . . فذكر الحديث، وفيه: وأن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- كان إذا خرج إلى العيدين، سلك على دار سعد بن أبي وقاص، ثم على أصحاب الفَساطِيط، ثم بدأ بالصلاة قبل الخطبة، ثم كبَّر في الأولى سبعًا قبل القراءة، وفي الآخرة خمسًا قبل القراءة، ثم خطب الناس.
تقدم تخريجه مطولًا في الثواهد تحت الحديث رقم (٥٢٠)، وهو حديث منكر.
٢ - حديث عمرو بن عوف المزني الأنصاري:
يرويه محمد بن خالد بن عثمة [بصري، لا بأس به]، وعبد اللَّه بن وهب [ثقة حافظ]، وعبد اللَّه بن إدريس [ثقة فقيه]، وعبد اللَّه بن نافع الصائغ [مدني، ثقة]، وإسماعيل بن أبي أويس [ليس به بأس، له غرائب لا يتابع عليها]: