للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الحديث لا نعلم يروى عن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- من وجهٍ متصلٍ إلا عن أبي الدرداء بهذا الإسناد، وإسناده حسن، كل من فيه معروف بالنقل مشهور".

وهذا الحديث قد صححه ابن حبان في صحيحه ضمن حديثين، الأول: في الفصل بين الشفع والوتر (٢٤٣٤) [وهو حديث لا بأس به، قد توبع عليه الوضين، تقدم تخريجه في فضل الرحيم (١٠/ ٤٩١/ ١٠٠٠) والثاني: في فضل أصحاب داود (١٤/ ١٣٠/ ٦٢٣٦): "لقد قبض اللَّه داود من بين أصحابه فما فُتِنوا ولا بدَّلوا، وكان أصحاب المسيح على سنته وهديه مائتي سنة" [وهو حديث معلول، أعله أبو حاتم في المراسيل (٨٥٠) بالانقطاع، وأنكره ابن عدي في كامله (٩/ ٣٨٠/ ١٥٦١٣) و (١٠/ ٢٩٦/ ١٧٤٩٦)، وقال ابن كثير في البداية (٢/ ٣٢٢ - ط. هجر): "هذا حديث غريب، وفي رفعه نظر، والوضين بن عطاء: كان ضعيفًا في الحديث"، وقال في موضع آخر (٢/ ٥٢٨ - ط. هجر): "هذا حديث غريب جدًا، وإن صححه ابن حبان"، وقال الذهبي في الميزان (٤/ ٦١): "هذا حديث منكر فرد"، وأقره ابن حجر في اللسان (٧/ ٥٧٣)].

وقد سبق له هنا في السنن (٣/ ٢٠٣/١٠ - فضل الرحيم) حديث: "العين وكاء السه"، وقد أنكره عليه جماعة، حيث تفرد به عن محفوظ بن علقمة.

والحاصل: أن الوضين بن عطاء ليس من المعروفين بصحة الرواية بإطلاق، وإنما هو كما قال أبو حاتم: "تعرف، وتنكر"، فله أحاديث معروفة صحيحة، وافق فيها الثقات، وله أحاديث منكرة، وهذا منها.

وأما القاسم بن عبد الرحمن أبو عبد الرحمن الشامي: فقد سبق أن فصلت القول فيه [عند الحديث رقم (٥٥٨) (٦/ ٣٤٤ - فضل الرحيم) ومما قلت هناك: قول أحمد وابن حبان يدل على أنهما وقفا له على أحاديث مناكير يرويها عنه الثقات، ومن ثم فالحمل فيها عليه أولى، لا سيما مع عدم المتابع والشاهد، وهو هنا لم يتابع على رفع هذه الجملة: "لا تنسوا؛ كتكبير الجنائز"، وأشار بأصابعه، وقبض إبهامه، فهو حديث منكر بهذه الزيادة، ولذا يصدق فيه هنا قول أحمد: "منكر الحديث؛ ما أرى البلاء إلا من قبل القاسم وقول ابن حبان: "كان ممن يروي عن أصحاب رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- المعضلات، ويأتي عن الثقات بالأشياء المقلوبات، حتى يسبق إلى القلب أنه كان المتعمد لها"، وراجع ترجمته في الموضع المشار إليه.

° وأقرر في خاتمة هذا البحث:

أنه قد صح التكبير أربعًا في الأولى قبل القراءة، وأربعًا في الثانية بعد القراءة، عن عبد اللَّه بن مسعود، وأبي موسى الأشعري، وحذيفة بن اليمان، وأبي مسعود الأنصاري، موقوفًا عليهم، ولا يصح رفعه.

كما قد صح عن ابن عباس موقوفًا عليه [فيما رواه عنه: عطاء بن أبي رباح، وعبد اللَّه بن الحارث، وعمار بن أبي عمار، وعكرمة]، أنه كبر للعيد على أكثر من صفة،

<<  <  ج: ص:  >  >>