الطوال (٢٧)، وابن عدي في الكامل (٦/ ٤٥٨) (١٠/ ٩٥/ ١٦٨٣٤ - ط. الرشد):
بإسنادين مجهولين، إلى مجاشع بن عمرو: ثنا ابن لهيعة، عن عقيل بن خالد، عن الزهري، عن أنس بن مالك، قال: قحط الناس على عهد رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- فأتاه المسلمون،. . . فذكر حديثًا طويلًا في الاستسقاء، وفيه: وكان رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يقرأ في العيدين والاستسقاء في الركعة الأولى بفاتحة الكتاب و {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى (١)}، وفي الركعة الثانية بفاتحة الكتاب و {هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ (١)}.
قال الطبراني: "لم يرو هذا الحديث عن الزهري إلا عقيل، ولا عن عقيل إلا ابن لهيعة، ولا عن ابن لهيعة إلا مجاشع بن عمرو، تفرد به شاذان".
وقال ابن عدي: "وهذا لم أسمعه إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد".
قلت: وهذا حديث باطل موضوع؛ مجاشع بن عمرو: قال ابن معين: "قد رأيته، أحد الكذابين"، وقال ابن حبان: "كان ممن يضع الحديث على الثقات، ويروي الموضوعات عن أقوام ثقات" [اللسان (٦/ ٤٦١)، تاريخ الإسلام (١١/ ٣٣٥)، ضعفاء العقيلي (٤/ ٢٦٤)، الجرح والتعديل (٨/ ٣٩٠)، المجروحين (٣/ ١٨)، الكامل (٦/ ٤٥٨)].
• وقد تركت ذكر الموقوفات والمراسيل.
* وأما ما يرويه في خلاف ذلك:
القاسم بن مالك أبو جعفر [المزني]، عن حنظلة [بن عبد اللَّه] السدوسي، عن شهر بن حوشب، عن ابن عباس، قال: صلى رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- العيد ركعتين، لا يقرأ فيهما إلا بأم الكتاب، لم يزد عليها شيئًا.
أخرجه أحمد (١/ ٢٤٣) (٢/ ٥٣٩/ ٢٢٠٨ - ط. المكنز)، وأبو يعلى (٤/ ٤٣٤/ ٢٥٦١)، والطبراني في الكبير (١٢/ ٢٤٩/ ١٣٠١٦) [ووقع عنده: عن حنظلة بن أبي سفيان، وهو وهم].
فهو حديث منكر؛ ولم يرِد قيد العيد إلا في رواية أحمد، وقد رواه جماعة عن حنظلة بدون هذا القيد، والقاسم بن مالك المزني: صدوق، ليَّنه أبو حاتم [التهذيب (٣/ ٤١٩)]، لكن الشأن ليس فيه، وإنما الشأن في حنظلة.
* فقد رواه أبو بحر البكراوي عبد الرحمن بن عثمان [ضعيف، يكتب حديثه]: ثنا حنظلة السدوسي: ثنا شهر بن حوشب، عن ابن عباس؛ أن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- صلى ركعتين لم يزد فيهما على فاتحة الكتاب.
أخرجه البزار (١/ ٢٣٩/ ٤٩٠ - كشف الأستار)، وابن عدي في الكامل (٢/ ٤٢٢)، ومن طريقه: البيهقي (٢/ ٦١).
قال البزار: "لا نعلم أحدًا رفعه غير ابن عباس، ولا عنه إلا شهر، ولا عنه إلا حنظلة، وشهر تكلم فيه جماعة من أهل العلم، ولا نعلم أحدًا ترك حديثه".
قلت: ليس الشأن في شهر بن حوشب؛ إنما الشأن في حنظلة الذي اضطرب