الطريق الذي جاء فيه"، فلو كان منكرًا لم يعمل به، ولصرح بضعفه ونكارته.
* وله طريق أخرى:
يرويها سويد بن سعيد [الحدثاني: صدوق في نفسه؛ إلا أنه تغير بعدما عمي، وصار يتلقن، فضعِّف بسبب ذلك]، قال: حدثنا القاسم بن محمد بن عبد اللَّه بن محمد بن عقيل، عن عبد اللَّه بن دينار، عن ابن عمر -رضي اللَّه عنهما-؛ أن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- كان يأخذ يوم العيد في طريق، ويرجع في طريق آخر.
أخرجه ابن شبة في أخبار المدينة (١/ ٨٨/ ٣٩٦).
وهذا إسناد واهٍ بمرة، القاسم بن محمد بن عبد اللَّه بن محمد بن عقيل: متروك، منكر الحديث [العلل ومعرفة الرجال (٢/ ٤٧٧/ ٣١٣١)، ضعفاء العقيلي (٣/ ٤٧٤)، الجرح والتعديل (٧/ ١١٩)، الكامل (٦/ ٣٥)، اللسان (٦/ ٣٧٢ و ٣٨١)]، وقد تابعه من هو قريب منه:
• فقد رواه عبد اللَّه بن نافع [الصائغ: مدني لا بأس به، صحيح الكتاب، في حفظه لين]، عن عاصم، عن عبد اللَّه بن دينار، عن ابن عمر؛ أن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- خرج في العيدين من طريق، ورجع من طريق أخرى، وكان يصف لنا الطريق.
أخرجه ابن عدي في الكامل (٥/ ٢٢٩) (٨/ ١٨٩/ ١٢٨٥٦ - ط. الرشد).
وعاصم: هو ابن عمر بن حفص بن عاصم العمري: ضعفوه، وقال البخاري: "منكر الحديث"، وقال النسائي: "متروك الحديث"، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال: "يخطئ ويخالف"، وأعاده في المجروحين فقال: "منكر الحديث جدًا، يروي عن الثقات ما لا يشبه حديث الأثبات، لا يجوز الاحتجاج به إلا فيما وافق الثقات" [التهذيب (٢/ ٢٥٧)، الكامل (٥/ ٢٢٨)].
قلت: فهو حديث منكر، لا يثبت من حديث عبد اللَّه بن دينار.
* وروي أيضًا من وجه آخر، وهو باطل من حديث مالك بن أنس [انظر: جزء أبي الطاهر الذهلي (١٤٠)].
* وفي الباب أيضًا:
١ - حديث سعد المؤذن:
يرويه هشام بن عمار، قال: حدثنا عبد الرحمن بن سعد بن عمار بن سعد مؤذن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-، قال: حدثني أبي، عن أبيه، عن جده،. . . فذكر الحديث، وفيه: وأن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- كان إذا خرج إلى العيدين، سلك على دار سعد بن أبي وقاص، ثم على أصحاب الفَساطِيط، ثم بدأ بالصلاة قبل الخطبة، ثم كبَّر في الأولى سبعًا قبل القراءة، وفي الآخرة خمسًا قبل القراءة، ثم خطب الناس.
ثم انصرف من الطريق الآخر، من طريق بني زُرَيْق، فذبح أضحيته عند طرف الزُّقاق، بيده بشَفْرَة، ثم خرج على دار عمار بن ياسر، ودار أمى هريرة بالبلاط.