عن منصور، عن ربعي؛ أن أعرابيين شهدا عند النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- أنهما رأيا الهلال، فأجاز شهادتهما. لفظ شعبة.
ولفظ جرير، عن منصور، عن ربعي، قال: أصبح الناس صيامًا لتمام ثلاثين يومًا على عهد رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، فجاء أعرابيان فشهدا أنهما أهلاه بالأمس عشيًا، فامر الناس فأفطروا. هكذا مرسلًا.
أخرجه الحارث بن أبي أسامة (٣١٥ - بغية الباحث) (٦/ ٢٢/ ٩٩٧ - مطالب)، وابن جرير الطبري في تهذيب الآثار (٢/ ٧٦٧ و ٧٦٨/ ١١٣٩ و ١١٤١ - مسند ابن عباس).
قال ابن حجر: "هذا مرسل، صحيح الإسناد".
ج- خالفهم فعين الصحابي المبهم: سفيان بن عيينة [وعنه: إسحاق بن إسماعيل الطالقاني، وابراهيم بن بشار]، فرواه عن منصور، عن ربعي بن حراش، عن أبي مسعود الأنصاري، قال: أصبحنا صبيحة ثلاثين، فجاء أعرابيان رجلان يشهدان عند النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-، أنهما أهلاه بالأمس، فأمر الناس فأفطروا.
أخرجه الطبراني في الكبير (١٧/ ٢٣٨/ ٦٦٣)، والدارقطني (٢/ ١٧١)، والحاكم (١/ ٢٩٧)، والبيهقي (٤/ ٢٤٨).
قال الطبراني: "لم يقل أحد في هذا الحديث عن ابن عيينة ولا عن غيره: عن أبي مسعود؛ إلا إسحاق بن إسماعيل الطالقاني".
وقال الدارقطني في العلل (٦/ ١٨٢/ ١٠٥٤): "تفرد بذلك إسحاق بن إسماعيل، وغيره يرويه عن ابن عيينة مرسلًا".
لكن قال البيهقي بعد رواية الطالقاني المسندة: "وكذلك رواه إبراهيم بن بشار عن سفيان بن عيينة"، وقوله أصح؛ بدليل أن الدارقطني نفسه أخرجه في السنن من طريق إبراهيم بن بشار متصلًا عن أبي مسعود الأنصاري.
وقال الحاكم: "هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه"، فلم يصب.
قلت: ولم يقض الدارقطني في هذا الاختلاف بشيء، والأشبه بالصواب رواية الثوري وأبي عوانة ومن تابعهما، لا سيما وفيهم أحفظ من رواه عن منصور، وهو سفيان الثوري، وهو أثبت أصحاب منصور [انظر: شرح العلل (٢/ ٧٢١)]، كما قد زاد الجماعة في الإسناد رجلًا، والحكم هنا للزائد، لما معه من زيادة علم، لا سيما وهم الأحفظ والأكثر عددًا.
• وعليه: فإن هذا الإسناد رجاله ثقات، ولم يذكر ربعي سماعًا من الصحابي [في المحفوظ عنه]، إلا أنه: تابعي كبير، سمع من عمر، فالأغلب أنه متصل، لذا فقد صححه الدارقطني وابن الجاورد، واحتج به أبو داود، واللَّه أعلم.
وأما اللفظة موضع الشاهد: وأن يغدوا الى مصلاهم؛ فهي غير محفوظة في هذا الحديث، وهي محفوظة صحيحة من حديث أبي عمير بن أنس عن عمومته من الصحابة، واللَّه أعلم.