يحدث به أباه أبا بكر، وقد رواه مالك [عند مسلم (٨٩٤/ ١)]، والثوري [عند البخاري (١٠٠٥)]، وابن عيينة [عند البخاري ومسلم،، وروح بن القاسم، وابن إسحاق؛ كلهم عن عبد اللَّه بن أبي بكر، عن عباد بن تميم، عن عمه عبد اللَّه بن زيد، وإن كان في رواية روح وابن إسحاق بعض الزيادات المنكرة، ويأتي تخريجه برقم (١٦٦٧).
وفي رواية سفيان بن عيينة، عن عبد اللَّه بن أبي بكر، أنه سمع عباد بن تميم يحدث أباه، عن عمه عبد اللَّه بن زيد؛ أن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- خرج إلى المصلى فاستسقى، فاستقبل القبلة، وقلب رداءه، وصلى ركعتين [البخاري (١٠١٢ و ١٠٢٦ و ١٠٢٧)، ومسلم (٨٩٤/ ٢)، ويأتي تخريجه برقم (١٦٦٧)]، واللَّه أعلم.
ولا يُعرف الحديث عن عمارة بن غزية عن عبد اللَّه بن أبي بكر إلا من هذا الوجه، من رواية ابن لهيعة، ورواية الدراوردي مقدمة عليه، فإنه بلدي عمارة وأعلم به من ابن لهيعة المصري، وعمارة بن غزية معروف بالرواية عن عباد بن تميم بغير واسطة، واللَّه أعلم.
° وعلى هذا فإن عمارة بن غزية هو المتفرد عن عباد بن تميم بهذه الزيادة التي في أوله: فأراد رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- أن يأخد بأسفلِها فيجعلَه أعلاها، فلما ثَقُلتْ. . .، وقد رواه عن عباد بن تميم جماعة من الثقات الحفاظ بدونها، وهم: ابن شهاب الزهري، وأبو بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، وابناه: عبد اللَّه بن أبي بكر، ومحمد بن أبي بكر، وعمرو بن يحيى المازني، وهم جميعًا مدنيون ثقات، روى لهم الجماعة، ولم يذكر أحد منهم في روايته التنكيس، وإنما اقتصروا على ذكر التحويل والقلب، فقال أكثرهم: حوَّل رداءه، وقال بعضهم: قلب رداءه، وروايتهم في الصحيحين [تقدم حديث الزهري برقم (١١٦١ - ١١٦٣)، ويأتي حديث البقية برقم (١١٦٦ و ١١٦٧)]، وقد جاء تفسير هذا التحويل والقلب في رواية المسعودي.
فقد قال ابن عيينة [في رواية الحميدي عنه]: قال المسعودي: فقلت لأبي بكر بن محمد: جعل اليمين على الشمال، والشمال على اليمين، أو: جعل أعلاه أسفله؟ فقال: لا؛ بل جعل اليمين على الشمال، والشمال على اليمين.
وفي رواية عبد الجبار عن ابن عيينة: قال المسعودي: عن أبي بكر، عن عباد بن تميم، قلت له: أخبرنا جعل أعلاه أسفله، أو أسفله أعلاه، أم كيف جعله؟ قال: لا، بل جعل اليمين الشمال، والشمال اليمين.
رواه عبد اللَّه بن رجاء [الغداني البصري: ثقة، ممن سمع من المسعودي قبل الاختلاط]، قال: أنا المسعودي، عن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، عن عباد بن تميم، عن عمه، قال: خرج رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- فاستسقى فقلب رداءه، قال: قلت: جعل الأعلى على الأسفل، والأسفل على الأعلى؟ قال: لا، بل جعل الأيسر على الأيمن، والأيمن على الأيسر.