زوج النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-، قالت: خسفت الشمس في حياة رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، فخرج رسولُ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- إلى المسجد، فقام فكبر وصفَّ الناسُ وراءه، فاقترأ رسولُ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- قراءةً طويلةً، ثم كبر، فركع ركوعًا طويلًا، ثم رفع رأسه، فقال:"سمع اللَّه لمن حمده، ربنا ولك الحمد"، ثم قام فاقترأ قراءةً طويلةً، هي أدنى من القراءة الأولى، ثم كبر فركع ركوعًا طويلًا هو أدنى من الركوع الأول، ثم قال:"سمع اللَّه لمن حمده، ربنا ولك الحمد"، ثم فعل في الركعة الأخرى مثل ذلك، فاستكمل أربعَ ركعاتٍ، وأربعَ سجداتٍ، وانجلتِ الشمسُ قبل أن ينصرف.
* حديث متفق على صحته
أخرجه البخاري (١٠٤٦ و ١٢١٢ و ٤٦٢٤)، ومسلم (٩٠١/ ٣)، وأبو عوانة (٢/ ٩٨/ ٢٤٤٨) و (٢/ ٩٩/ ٢٤٤٩)، وأبو نعيم في مستخرجه على مسلم (٢/ ٤٨٦/ ٢٠٢٩)، والنسائي في المجتبى (٣/ ١٣٥/ ١٤٧٢)، وفي الكبرى (٢/ ٣٣٨/ ١٨٧٠)، وابن ماجه (١٢٦٣)، وابن خزيمة (٢/ ٣١٩/ ١٣٨٧)، وابن حبان (٧/ ٨٣/ ٢٨٤١)، وابن الجارود (٢٤٩)، وابن وهب في الجامع (٢١٠)، والطحاوي (١/ ٢٤٠ و ٣٢٧)، والدارقطني (٢/ ٦٣)، والبيهقي في السنن (٢/ ٢٦٥) و (٣/ ٣٢١ و ٣٤٠ و ٣٤١)، وفي إثبات عذاب القبر (٨٣)، والبغوي في شرح السُّنَّة (٤/ ٣٧٥/ ١١٤٣)، وقال:"هذا حديث متفق على صحته".
رواه عن يونس بن يزيد: عبد اللَّه بن وهب [واللفظ له]، وعبد اللَّه بن المبارك، وعنبسة بن خالد، وحسان بن إبراهيم الكرماني.
ولفظ ابن وهب [عند مسلم والنسائي] بمثل لفظه عند أبي داود، وزاد في آخره: وانجلت الشمس قبل أن ينصرف، ثم قام فخطب الناس، فأثنى على اللَّه بما هو أهله، ثم قال:"إن الشمس والقمر آيتان من آيات اللَّه، لا يخسفان لموت أحدٍ، ولا لحياته، فإذا رأيتموها فأفزعوا للصلاة"، وقال أيضًا:"فصلُّوا حتى يُفَرِّجَ اللَّهُ عنكم"، وقال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "رأيت في مقامي هذا كلَّ شيء وُعدتم، حتى لقد رأيتني أريد أن آخذ قطفًا من الجنة حين رأيتموني جعلت أتقدَّم، ولقد رأيت جهنم يحطِم بعضُها بعضًا، حين رأيتموني تأخَّرت، ورأيت فيها ابن لحي، وهو الذي سيَّب السوائب".
ولفظ عنبسة [عند البخاري] بنحو لفظ ابن وهب، إلى قوله:". . . فافزعوا للصلاة".
ولفظ ابن المبارك [عند البخاري (١٢١٢)(١٢٢٠ - ط. التأصيل)] بمعنى حديث ابن وهب، وفيه: فقرأ سورة طويلة، ثم ركع فأطال، ثم رفع رأسه، ثم استفتح بسورة أخرى، ثم ركع حتى [وفي رواية أبي ذر عن الكشميهني، وابن عساكر، والأصيلي: حين، وهي الأقرب، قضاها، وسجد. . .، وساق الخطبة بتمامها إلى آخر الحديث، وآخره:". . . ورأيت فيها عمرو بن لحي، وهو الذي سيَّب السوائب".