أهله، ثم قال:"إنما هما آيتان من آيات اللَّه عز وجل، لا يخسفان لموت أحد ولا لحياته، فإذا رأيتموهما فافزعوا للصلاة".
ورواية عبد الرحمن بن نمر [عند النسائي (١٤٩٧)، وابن حبان (٢٨٤٢)، مطولة، وفصَّل فيها صفة صلاة الكسوف في الركعتين كلتيهما، كل على حدة، وفي أوله: أن عبد الرحمن بن نمر سأل الزهري عن سنة صلاة الكسوف؛ فقال: أخبرني عروة بن الزبير، عن عائشة، قالت: انكسفت الشمس، فأمر رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- رجلًا فنادى أنِ: الصلاةُ جامعةٌ، فاجتمع الناس، فصلى بهم رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، فكبر، ثم قرأ قراءة طويلة،. . . ثم اقتص الحديث بطوله، وقال: في آخره: "فإن خُسِف بهما أو بأحدهما فافزعوا إلى اللَّه والصلاة"، [وعند النسائي:"فأيهما خُسِف به أو بأحدهما فافزعوا إلى اللَّه عز وجل بذكر الصلاة"]، ثم قال: قال الزهري: فقلت لعروة: واللَّه ما صنع هذا أخوك عبد اللَّه حين انكسفت الشمس وهو بالمدينة، وما صلى إِلا ركعتين مثل صلاة الصبح، قال: أجل، كذلك صنع، وأخطأ السُّنَّة [ووقع آخره للبخاري (١٠٦٦)].
وفي رواية مختصرة له [عند ابن حبان (٢٨٤٩)]: أن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- جهر بالقراءة في صلاة الكسوف، ولفظه عند البخاري (١٠٦٥): جهر النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- في صلاة الخسوف بقراءته، فإذا فرغ من قراءته كبر فركع، وإذا رفع من الركعة، قال:"سمع اللَّه لمن حمده، ربنا ولك الحمد"، ثم يعاود القراءة في صلاة الكسوف، أربع ركعات في ركعتين وأربع سجدات [وكذا هو عند مسلم (٥) بأخصر من هذا].
ولفظ الأوزاعي [عند البخاري (١٠٦٦)، ومسلم (٤/ ٩٠١)]: أن الشمس خسفت على عهد رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، فبعث مناديًا بالصلاة جامعة، [فاجتمعوا]، فتقدَّم [فكبر] فصلى أربع ركعات في ركعتين، وأربع سجدات.
ولفظه عند أبي داود (١١٨٨)، والحاكم، مختصرًا: أن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- قرأ قراءة طويلة فجهر بها؛ يعني: في صلاة الكسوف [وقال الحاكم: "صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه هكذا].
وقد رواه أبو عوانة (٢٤٥٦) عن العباس بن الوليد بن مزيد عن أبيه عن الأوزاعي مطولًا بتمامه، ولفظه: أن الشمس خسفت على عهد رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، فخرج النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- إلى المسجد، فقام فكبر، وصف الناس وراءه، وافتتح القرآن، فقرأ قراءة طويلة فجهر فيها، وهو قائم، ثم كبر فركع ركوعًا طويلًا، ثم رفع رأسه فقال: "سمع اللَّه لمن حمده، ربنا ولك الحمد"، ثم قام قبل أن يسجد، فافتتح القراءة وهو قائم، فقرأ قراءة طويلة هي أدنى من القراءة الأولى، ثم كبر فركع ركوعًا طويلًا هو أدنى من الركوع الأول، ثم رفع رأسه فقال: "سمع اللَّه لمن حمده، ربنا ولك الحمد"، ثم سجد سجدتين، ثم قام ففعل مثل ذلك في الركعة -يعني: الثانية-، فاستكمل أربع ركعاتٍ وأربع سجداتٍ، وانجلت الشمس فسلم، ثم قام فأثنى على اللَّه بما هو أهله، ثم قال: "إن الشمس والقمر آيتان من آيات اللَّه،