• ومن ذلك: إبطال ما يعتقده أهل الجاهلية من تأثير النيرين والكواكب.
• ومن ذلك: أن الكسوف والخسوف يقعان تخويفًا للعباد، قال تعالى:{وَمَا نُرْسِلُ بِالْآيَاتِ إِلَّا تَخْوِيفًا}[الإسراء: ٥٩]، وقد صح ذلك في عدد من الأحاديث في الصحيحين، منها: حديث أبي موسى مرفوعًا: "إن هذه الآيات التي يرسل اللَّه لا تكون لموت أحد ولا لحياته، ولكن اللَّه يرسلها يخوِّف بها عباله، فإذا رأيتم منها شيئًا فافزعوا إلى ذكره ودعائه واستغفاره"، ومنها: حديث أبي مسعود الأنصاري، قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "إن الشمس والقمر آيتان من آيات اللَّه، يخوف اللَّه بهما عباده، وإنهما لا ينكسفان لموت أحد من الناس، فإذا رأيتم منها شيئًا فصلوا، وادعوا اللَّه حتى يكشف ما بكم"، ومنها: حديث أبي بكرة: "إن الشمس والقمر آيتان من آيات اللَّه، وإنهما لا يخسفان لموت أحد، [ولكن اللَّه تعالى يخوِّف بها عباده]، وإذا كان ذاك فصلوا وادعوا حتى يُكشف ما بكم"، ويأتي تخريجها تحت الحديث رقم (١١٩٥).
• ومن ذلك: مشروعية الصلاة بنفس الهيئة والكيفية لخسوف القمر، لقوله -صلى اللَّه عليه وسلم-: "فأيهما خُسِف به أو بأحدهما فافزعوا إلى اللَّه -عَزَّ وَجَلَّ- بذكر الصلاة"، واللَّه أعلم.
قال ابن المنذر بعد حديث أبي مسعود الأنصاري الآتي ذكره تحت الحديث رقم (١١٩٥): "وفي هذا من البيان ما لا يشكل على من سمعه أن يصلي لكسوف القمر"، ثم أنكر على من لم يقل بالصلاة لخسوف القمر، فقال:"وهذه غفلة منه، والسنة دالة على القول الأول".
* * *
١١٨١ - . . . ابن شهاب، قال: كان كثيرُ بن عباس يحدث؛ أن عبد اللَّه بن عباس كان يحدث؛ أن رسولَ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- صلى في كسوفِ الشمس، مثل حديث عروة، عن عائشة، عن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-؛ أنه صلى ركعتين في كل ركعة ركعتين.
* حديث متفق على صحته
أخرجه البخاري (١٠٤٦)، ومسلم (٩٠٢)، وأبو عوانة (٢/ ١٠٢/ ٢٤٥٧)، وأبو نعيم في مستخرجه على مسلم (٢/ ٤٨٧/ ٢٠٣١) و (٢/ ٤٨٨/ ٢٠٣٢)، والنسائي في المجتبى (٣/ ١٢٩/ ١٤٦٩)، وفي الكبرى (١/ ٢٧٧/ ٥١٢) و (٢/ ٣٣٥/ ١٨٦٥)، وابن حبان (٧/ ٧١/ ٢٨٣١) و (٧/ ٨١/ ٢٨٣٩)، وأحمد (٦/ ٨٧)، وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (١/ ٣٩٧/ ٢٩٣)، والطحاوي (١/ ٣٣٢)، والطبراني في الكبير (١٠/ ٢٧٤/ ١٠٦٤٥)، وفي مسند الشاميين (٤/ ١٢٧/ ٢٩٠٧)، والدارقطني (٢/ ٦٣)، والبيهقي في السنن (٣/ ٣٢٢)، وفي المعرفة (٣/ ٧١/ ١٩٦٥) و (٣/ ٧٢/ ١٩٦٦).
رواه عن الزهري: عقيل بن خالد، وشعيب بن أبي حمزة، ومحمد بن الوليد