• أرجع فأقول: إن كان ما أخرجه مسلم محفوظًا، فهو إسناد صحيح متصل يرويه أهل الكوفة.
وعبد الرحمن بن أبي ليلى سمع كعب بن عجرة والبراء بن عازب [التاريخ الكبير (٥/ ٣٦٨)].
وإن كان الصحيح: هو ما رواه الثوري عن الأعمش، وتابعه عليه شعبة ومنصور وزيد بن أبي أنيسة وأبان بن تغلب وغيرهم: عن الحكم، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن بلال: بلا كعب ولا البراء.
فهو إسناد منقطع.
فقد سئل أبو حاتم: هل سمع عبد الرحمن بن أبي ليلزمن بلال؟ فقال:"كان بلال خرج إلى الشام في خلافة عمر قديمًا، فإن كان رآه: كان صغيرًا، فإنه ولد في بعض خلافة عمر" [المراسيل (٤٥٣)].
فتعقبه العلائي في جامع التحصيل بقوله (٤٥٢): "وبينهما فيه في بعض الطرق: كعب بن عجرة، وهو الصحيح"، وقال أبو زرعة العراقي في تحفة التحصيل (٢٠٥): "قال الشافعي: لا نعلم عبد الرحمن بن أبي ليلى رأى بلالًا قط، عبد الرحمن بالكوفة، وبلال بالشام، وقال ابن حزم: إنه لم يدرك بلالًا وعمر".
٢ - عبد الله بن نافع، عن داود بن قيس، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن أسامة بن زيد، قال: دخل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وبلالٌ الأسوافَ، فذهب لحاجته، ثم خرج، قال أسامة: فسألت بلالًا: ما صنع؟ فقال بلال: ذهب النبي - صلى الله عليه وسلم - لحاجته، ثم توضأ فغسل وجهه ويديه، ومسح برأسه، ومسح على الخفين، ثم صلى.
أخرجه النسائي (١/ ٨٢/ ١٢٠)، وابن خزيمة (١/ ٩٣/ ١٨٥)، وابن حبان (٤/ ١٥٢/ ١٣٢٣)، والحاكم (١/ ١٥١)، والشافعي في الأم (١/ ٣٢)، وفي اختلاف الحديث (٦٨)، وفي المسند (١٦)، وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (٤/ ٣٩/ ١٩٨٦)، والطبراني في الكبير (١/ ٣٥١/ ١٠٦٥)، وابن عبد البر (١١/ ١٤٤ و ١٤٥)، والبيهقي (١/ ٢٧٤)، والجوزقاني في الأباطيل (٣٧٠)، وقال:"حسن".
هكذا رواه عن عبد الله بن نافع بهذا الإسناد: الإِمام الشافعي، ويونس بن عبد الأعلى، ومحمد بن عبد الله بن عبد الحكم، وعبد الرحمن بن إبراهيم دحيم، وسليمان بن داود، وأبو الطاهر أحمد بن عمرو بن السرح، وبكر بن عبد الوهاب، ومحمد بن إسحاق المسيبي، واختلف عليه، وهم ثمانية من الثقات.
وروي عن محمَّد بن إسحاق المعمري [والظاهر أنه المسيبي]: ثنا عبد الله بن نافع، عن داود بن قيس، ومالك بن أنس، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن أسامة بن زيد، عن بلال، قال: دخلت الأسواف ... الحديث.