فيبقى أقوى الأجوبة: أن صلاة الكسوف لم تكن قد شرعت في هذا الوقت، وأن أول صلاة صليت هي التي كانت مع موت إبراهيم عليه السلام، وكان كسوف الشمس واضحًا تمامًا ملفتًا للانتباه، وكان آية كونية في غاية الظهور، ومن هنا شرعت صلاة الكسوف، وأعلمهم عندها النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- أنه إذا كسفت الشمس أو خسف القمر فليفزعوا إلى الصلاة والذكر والدعاء والصدقة والعتاقة، واللَّه أعلم.
* * *
١١٨٤ - قال أبو داود: حدثنا أحمد بن يونس: حدثنا زهير: حدثنا الأسود بن قيس: حدثني ثعلبة بن عِبَاد العبدي -من أهل البصرة-؛ أنه شهد خطبةً يومًا لسمرة بن جندب، قال: قال سمرة: بينما أنا وغلامٌ من الأنصار نرمي غرضينِ لنا، حتى إذا كانت الشمس قِيد رمحين أو ثلاثة في عين الناظر من الأفُق اسودَّت، حتى آضت كأنها تَنُّومة، فقال أحدُنا لصاحبه: انطلق بنا إلى المسجد، فواللَّه ليُحدِثَنَّ شأنُ هذه الشمسِ لرسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- في أمته حدثًا، قال: فدفعنا فإذا هو بارزٌ، فاستقدم، فصلى، فقام بنا كأطولِ ما قام بنا في صلاةٍ قطُّ، لا نسمع له صوتًا، قال: ثم ركع بنا كأطولِ ما ركع بنا في صلاةٍ قطُّ، لا نسمع له صوتًا، ثم سجد بنا كأطول ما سجد بنا في صلاةٍ قطُّ، لا نسمع له صوتًا، ثم فعل في الركعة الأخرى مثل ذلك، قال: فوافق تجلي الشمسِ جلوسَه في الركعة الثانية، قال: ثم سلم، ثم قام فحمد اللَّه وأثنى عليه، وشهد أن لا إله إلا اللَّه، وشهد أنه عبده ورسوله، ثم ساق أحمد بن يونس خطبة النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-.
* حديث ضعيف
أخرجه من طريق زهير بن معاوية: البخاري في التاريخ الكبير (٢/ ١٧٤)، وفي خلق أفعال العباد (٤١٠)، والنسائي في المجتبى (٣/ ١٤٠/ ١٤٨٤)، وفي الكبرى (٢/ ٣٤٥/ ١٨٨٢)، وابن خزيمة (٢/ ٣٢٥/ ١٣٩٧)(٢/ ٥٢٣/ ١٣٩٧ - ط. الميمان)(٦/ ٢٥/ ٦٠٧٢ - إتحاف المهرة)[وقد سقط من إسناد المطبوع: زهير، واستدركته من الإتحاف، وقد صحح في طبعة ماهر الفحل]. وابن حبان (٧/ ٩٥/ ٢٨٥٢)، والحاكم (١/ ٣٣٠)(٢/ ١٢٤/ ١٢٤٥ - ط. الميمان). وأحمد (٥/ ١٦)، والشافعي في السنن (٥٢)، وابن أبي شيبة (٢/ ٢١٨/ ٨٣١٣) و (٧/ ٤٩٦/ ٣٧٥١٣)(٢١/ ٢٢٤/ ٣٨٦٦٨ - ط. عوامة). وأبو إسحاق الحربي في غريب الحديث (٣/ ٩٧٩)، والروياني (٨٤٧)، وأبو القاسم البغوي في مسند ابن الجعد (٢٦٥٨)، والطحاوي في شرح المعاني (١/ ٣٢٩ و ٣٣٢)، وفي المشكل (٧/ ٣٩٩/ ٢٩٥٦)، وابن أبي حاتم في العلل (٢/ ٤٠٦/ ٢٧٢٥)، والسهمي في تاريخ جرجان