فمن أمن به وصدقه واتبعه، لم ينفعه صالحٌ من عمله سلف، ومن كفر به وكذبه لم يعاقب بشيء من عمله، وقال حسن الأشيب: بسيئ من عمله سلف، وإنه سيظهر، أو قال: سوف يظهر على الأرض كلها، إلا الحرم وبيت المقدس، وانه يحصُر المؤمنين في بيت المقدس، فيزلزلون زلزالًا شديدًا، ثم يهلكه اللَّه وجنوده، حتى إن جِذْمَ الحائط، أو قال: أصل الحائط، وقال حسن الأشيب: وأصل الشجرة لينادي، أو قال: يقول: يا مؤمن، أو قال: يا مسلم، هذا يهودي، أو قال: هذا كافر [في رواية أبي نعيم: يستتر بي]، تعال فاقتله"، قال: "ولن يكون ذلك كذلك حتى تروا أمورًا يتفاقم شأنها في أنفسكم، وتساءلون بينكم هل كان نبيكم ذكر لكم منها ذكرًا، وحتى تزول جبالٌ عن مراتبها، ثم على أثر ذلك القبض"، قال: ثم شهدت خطبةً لسمرة ذكر فيها هذا الحديث، فما قدَّم كلمة، ولا أخَّرها عن موضعها.
فائدة: ذكر النفيلي أن أحمد بن يونس صحف في هذا الحديث، وقال: شيء، وإنما هو: بسيء عمله [علل ابن أبي حاتم (٦/ ٤٠٢/ ٢٧٢٥)].
• وقد رواه الخطابي من طريق أحمد بن يونس، وفيه: فإذا هو بِأزَز، وفيه: "فيُؤزَلون أزلًا شديدًا".
قال الخطابي: "قوله: بأزز؛ يريد: بجمع كثير ضاق عنهم المسجد، يقال: الفضاء منهم أزز، والبيت منهم أزز؛ إذا غصَّ بهم، وقال أبو النجم: واجتمع الأقدام في ضيق أزز، وفي غير هذه الرواية: فإذا المسجد يتأزَّز، وهو يتفعل من الأزيز، تمثيلًا له بأزيز المرجل، وهو صوت الغليان، وما أُراه محفوظًا، وقوله: يُؤزَلون، معناه: يقحطون، قال الأصمعي: الأزل الشدة".
وقال أيضًا في إصلاح غلط المحدثين (٢٠): "ومما يكثر فيه تصحيف الرواة: حديث سمرة بن جندب في قصة كسوف الشمس والصلاة لها، قال: فدُفعنا إلى المسجد، فإذا هو بأززٍ، أي: بجمعٍ كثيرٍ غصَّ بهم المسجد، رواه غير واحد من المشهورين بالرواية: فإذا هو بارزٌ، من البروز، وهو خطأ، ورواه بعضهم: فإذا هو يتأزَّزُ".
وانظر: غريب الحديث لأبي عبيد (٢/ ٤٥٩).
* ورواه أبو عوانة، عن الأسود بن قيس، عن ثعلبة بن عِبَاد، عن سمرة بن جندب، قال: قام يومًا خطيبًا، فذكر في خطبته حديثًا عن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، فقال سمرة: بينا أنا وغلام من الأنصار نرمي غرضًا لنا على عهد رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، حتى إذا طلعت الشمس فكانت في عين الناظر قِيد رمح أو رمحين اسودَّت [حتى آضت]،. . . فذكر الحديث بطوله بنحو حديث زهير، وفيه: كأنها عين أبي تحيى شيخ من الأنصار، بينه وبين حجرة عائشة خشبة، وفيه: "وإنه يسوق المسلمين الى بيت المقدس، فيحاصرون حصارًا شديدًا"، قال الأسود [يعني: ابن قيس]: وظني أنه قد حدثني: "أن عيسى ابن مريم يصيح فيه، فيهزمه اللَّه وجنوده، حتى إن أصل الحائط"، أو: "جِذْم الشجرة لينادي: با مؤمن هذا كافر، مستتر بي،