صاحب بَدَنتي رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- أخا دعدع]، يُدفع في النار بعصا ذي شعبتين، ورأيت صاحب المحجن في النار الدي كان يسرق الحاجَّ بمحجنه، ويقول: إني لا أسرق، إنما يسرق المحجن، فرأيته في النار متكئًا على محجنه".
وبنحوه لفظ شعبة، وزائدة، وابن فضيل، وعبد العزيز، وفي حديث شعبة: وجعل يبكي في سجوده وينفخ، وفي حديث ابن فضيل ومسعود: جعل ينفخ في الأرض ويبكي وهو ساجد في الركعة الثانية، وفي حديث عبد العزيز: فجعل ينفخ في آخر سجوده من الركعة الثانية ويبكي.
وفي حديث ابن فضيل: ". . . فافزعوا الى المساجد،. . . "، وهي لفظة مروية بالمعنى، فإن ابن فضيل ممن روى عن عطاء بعد الاختلاط، وفي روايته عنه غلط وضعف [التهذيب (٣/ ١٠٤)، وشرح العلل (٢/ ٧٣٦)، والكواكب النيرات (٣٩)].
وفي حديث ابن أبي أنيسة [وهو من طبقة من سمع من عطاء قديمًا قبل اختلاطه] [عند ابن حبان (٥٦٢٢)]: "لقد عُرضت عليَّ الجنة حتى لو شئتُ لتعاطيتُ من تطوفها، وعُرضت عليَّ النار فلولا أني دفعتها عنكم لغشيتكم، ورأيت فيها ثلاثةً يُعذَّبون: امرأة حميرية سوداء طويلة، تُعذَّب في هرةٍ لها أوثقتها، فلم تدعها تأكل من خشاش الأرض، ولم تُطعمها حتى ماتت، فهي إذا أقبلت تنهشها، وإذا أدبرت تنهشها، ورأيت أخا بني دعاع صاحب السائبتين يُدفع بعمودين في النار"، والسائبتان بدنتان لرسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- سرقهما، "ورأيت صاحب المحجن متكئًا على محجنه، وكان صاحب المحجن يسرق متاع الحاج بمحجنه، فإذا خفي له ذهب به، وإذا ظهر عليه، قال: إني لم أسرق، إنما تعلق بمحجني".
وعلى هذه الرواية ورواية شعبة الآتية؛ فإن من قال: صاحب السبتيتين، فهو واهم، إنما هما السائبتان؛ يعني: صاحب بدنتي رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-.
ولفظ الواسطي [عند الطحاوي]: أن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- صلى في كسوف الشمس ركعتين، وأربع سجدات، أطال فيهما القيام والركوع والسجود.
ولم أقف على لفظ زائدة تامًا، ولذا فالعمدة على لفظ شعبة [عند أحمد والنسائي]:
كسفت الشمس على عهد رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، فصلى رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- فأطال القيام، ثم ركع فأطال الركوع، ثم رفع فأطال -قال شعبة: وأحسبه قال: في السجود نحو ذلك-، وجعل يبكي في سجوده وينفخ، ويقول: "ربِّ لم تعدني هذا وأنا أستغفرك، ربِّ لم تعدني هذا وأنا فيهم"، فلما صلى قال: "عُرضت عليَّ الجنة، حتى لو مددتُ يدي لتناولتُ من تطونها، وعُرضت عليَّ النار، فجعلت أنفخ خشيةَ أن يغشاكم حرُّها، ورأيت فيها سارق بدنتي رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، ورأيت فيها أخا بني دَعدَع، سارق الحجيج، فإذا فُطِن له قال: هذا عمل المحجن، ورأيت فيها امرأة طويلة سوداء حميرية، تعذَّب في هرةٍ ربطتها، فلم تطعمها ولم تسقها، ولم تدعها تأكل من خشاش الأرض حتى ماتت، وإن الشمس والقمر لا ينكسفان لموت أحد ولا لحياته، ولكنهما آيتان من آيات اللَّه، فإذا انكسف