فهو حديث منكر بهذا الإسناد عن الثوري، وإنما يعرف هذا الحديث بعطاء بن السائب عن أبيه، واللَّه أعلم.
وقال البزار:"وهذا الحديث معروف من حديث عطاء بن السائب عن أبيه عن عبد اللَّه بن عمرو.
وأما حديث يعلى بن عطاء فلا نعلم رواه إلا مؤمل عن الثوري فجمعهما".
• فإن قيل: قد توبع عليه مؤمل بن إسماعيل، ولم ينفرد به:
فقد رواه أبو عامر العقدي [عبد الملك بن عمرو، وهو: ثقة]: ثنا سفيان، عن يعلى بن عطاء، عن أبيه، وعطاء بن السائب، عن أبيه، جميعًا عن عبد اللَّه بن عمرو، قال: انكسفت الشمس على عهد رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، فأطال القيام حتى قيل: لا يركع، فركع، فأطال الركوع حتى قيل: لا يرفع، فرفع، فأطال حتى قيل: لا يسجد، ثم سجد، فأطال حتى قيل: لا يرفع، ثم رفع، فجلس فأطال الجلوس حتى قيل: لا يسجد، ثم سجد، فأطال السجود ثم رفع، وفعل في الأخرى مثل ذلك حتى انجلت الشمس.
أخرجه البيهقي (٣/ ٣٢٤).
فيقال: ثبت العرش ثم انقش، فقد رواه البيهقي، قال: وأخبرنا أبو زكريا بن أبي إسحاق المزكي [هو: يحيى بن إبراهيم بن محمد بن يحيى بن سختويه النيسابوري: ثقة متقن. المنتخب من السياق (١٦٣٦)، والسير (١٧/ ٢٩٥)]: أنبا أبو بكر أحمد بن سلمان النجاد، قال: قرئ على يحيى بن جعفر وأنا أسمع، قال: ثنا أبو عامر العقدي به.
وهذا لا يثبت عن أبي عامر العقدي، إنما المتفرد به عن الثوري: مؤمل بن إسماعيل، كما قال البزار، والراوي له عن أبي عامر: يحيى بن جعفر، هو: يحيى بن أبي طالب جعفر بن عبد اللَّه بن الزبرقان، وهو وإن وثقه الدارقطني وغيره، فقد تكلم فيه جماعة، مثل: أبي داود [فقد خطَّ على حديثه]، وموسى بن هارون [فقد كذبه]، وأبي أحمد الحاكم [حيث قال:"ليس بالمتين"] [انظر: اللسان (٨/ ٤٢٣ و ٤٥٢)، والجرح والتعديل (٩/ ١٣٤)، والثقات (٩/ ٢٧٠)، وسؤالات الحاكم (٢٣٩)، وتاريخ بغداد (١٤/ ٢٢٥)، والسير (١٢/ ٦١٩)].
والراوي عنه: أحمد بن سلمان النجاد الفقيه، الحافظ الصدوق، شبهوه بابن صاعد في كثرة الحديث واتساع طرقه، لكن قال الدارقطني:"حدث أحمد بن سلمان من كتاب غيره بما لم يكن في أصوله"، وقال أيضًا:"حدث من غير كتبه"، وقال حمزة السهمي:"سألت أبا بكر ابن عبدان عن عبد الباقي بن قانع؟ فقال: لا يدخل في الصحيح، ولا النجاد؛ يعني: أحمد بن سلمان" [سؤالات السهمي (١٧٧ و ٣٣٤)، وسؤالات السلمي (١٢)، وتاريخ بغداد (٤/ ١٨٩)، والسير (١٥/ ٥٠٢)، واللسان (١/ ٤٧٥)].
° وهذا الحديث مداره على عطاء بن السائب، وكان قد اختلط، فمن سمع منه قديمًا فسماعه صحيح، ومن سمع منه حديثًا لم يكن بشيء، وممن سمع منه قديمًا: شعبة،