برقم (١١٨١)]، ومن حديث أسماء بنت أبي بكر [تقدم تحت الحديث رقم (١١٨١)].
* وقد حفظ حديث عبد اللَّه بن عمرو، وأتى به على الوجه الصحيح في صفة صلاة الكسوف، فجعل في كل ركعة ركوعين:
يحيى بن أبي كثير، فرواه عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن عبد اللَّه بن عمرو؛ أنه قال: لما كسفت الشمس على عهد رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، فأمر فنودي: إنَّ الصلاةَ جامعةٌ، فكع النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- ركعتين في سجدة، ثم قام، فركع ركعتين في سجدة، ثم جلس، ثم جُلِّي عن الشمس، قال: وقالت عائشة -رضي اللَّه عنها-: [ما ركعت ركوعًا قط، و] ما سجدت سجودًا قط كان أطول منها.
أخرجه البخاري (١٠٤٥ و ١٠٥١)، ومسلم (٩١٠)، وتقدم تحت الحديث رقم (١١٨٠).
هكذا اتفق الشيخان على إخراج حديث يحيى بن أبي كثير، وأعرضا عن حديث عطاء بن السائب، فإن إسناد حديث ابن أبي كثير أقوى وأصح من إسناد حديث عطاء، وحديث يحيى وافق فيه الأحاديث الصحيحة المروية في صفة صلاة الكسوف، وهذا لا يعني ضعف حديث عطاء بن السائب، بل هو حديث صحيح أيضًا، لكنه وهم فأسقط ذكر الركوع الثاني في كل ركعة.
قال البيهقي في السنن (٣/ ٣٢٤): "فهذا الراوي حفظ عن عبد اللَّه بن عمرو طول السجود، ولم يحفظ ركعتين في ركعة، وأبو سلمة حفظ ركعتين في ركعة، وحفظ طول السجود عن عائشة".
وما أتى به عطاء بن السائب في خطبة الكسوف الطويلة، فإنه قد توبع على أكثره؛ ويشهد له أحاديث كثيرة، ومنها ما صح في خطبة الكسوف في شأن المعذبين: حديث جابر [أخرجه مسلم (٩٠٤/ ٩)، وقد تقدم برقم ١١٧٩)]، وحديث أسماء [أخرجه البخاري (٧٤٥ و ٢٣٦٤)، وقد تقدم تحت الحديث رقم (١١٨١)]، واللَّه أعلم.
وحديث عطاء هذا: قد صححه ابن خزيمة وابن حبان.
* وله طريق أخرى:
يرويها سفيان الثوري [تفرد بوصله عنه: قبيصة بن عقبة في رواية، واختلف على قبيصة في وصله وإرساله، وكيره يرويه مرسلًا]، وشعبة [تفرد بوصله عنه: عبد الصمد بن عبد الوارث، وكيره يرويه مرسلًا]، وأبو بكر بن عياش [ثقة، ساء حفظه لما كبر، وكتابه صحيح، ويحتمل أن يكون أخذه عن أبي إسحاق بعد التغير]، وشريك بن عبد اللَّه النخعي [صدوق، سيئ الحفظ]:
قال أبو بكر: حدثنا أبو إسحاق، عن السائب بن مالك، عن عبد اللَّه، قال: انكسفت الشمس يوم مات إبراهيم، فصلى رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- ركعتين، فجعل يتقدم وينفخ ويتأخر، ويتقدم وينفخ ويتأخر، فانصرف حين انصرف وقد تجلت.