عن عبد الرحمن بن أمية بن عبد اللَّه، عن ابن عمر، ووهم"، لكن ابن عبد البر رأى أن الوهم فيه من الكاتب، حيث قال في التمهيد (١١/ ١٦٢): "وهذا الحديث يرويه ابن شهاب، عن عبد اللَّه بن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام، عن أمية بن عبد اللَّه بن خالد بن عبد اللَّه بن أسيد، عن ابن عمر، كذلك رواه معمر، والليث بن سعد، ويونس بن يزيد من غير رواية ابن وهب، وقال ابن وهب، عن يونس، عن ابن شهاب، عن عبد الملك بن أبي بكر، عن أمية بن عبد اللَّه بن خالد، فجعل موضع عبد اللَّه بن أبي بكر: عبد الملك بن أبي بكر؛ فغلط ووهم.
. . .، فأما حديث معمر: فذكر عبد الرزاق قال: أنبأنا معمر، عن الزهري، عن عبد اللَّه بن أبي بكر، عن عبد الرحمن بن أمية بن عبد اللَّه؛ أنه قال لابن عمر:. . . "، فذكره، ثم قال: "هكذا في كتاب عبد الرزاق: عبد اللَّه بن أبي بكر، عن عبد الرحمن بن أمية، وإنما هو عبد اللَّه بن أبي بكر بن عبد الرحمن، عن أمية بن عبد اللَّه، وهو من غلط الكاتب، واللَّه أعلم.
وإنما قلنا أن ذلك في كتاب عبد الرزاق؛ لأنا وجدناه في كتاب الدبري وغيره عنه كذلك، وكذلك ذكره الذهلي محمد بن يحيى، وقال: لا أدري هذا الوهم أمن معمر جاء؟ أم من عبد الرزاق؟ قال أبو عمر: هو عندي من كتاب عبد الرزاق، واللَّه أعلم".
وقال ابن عبد البر في الاستذكار (٢/ ٢١٥): "وقد أقام إسناد هذا الحديث جماعة من رواة ابن شهاب، وسموا الرجل، منهم: معمر، ويونس، والليث بن سعد، فرووه عن ابن شهاب، عن عبد اللَّه بن أبي بكر بن عبد الرحمن، عن أمية بن عبد اللَّه بن خالد بن أسيد، أنه سأل ابن عمر فقال: يا أبا عبد الرحمن إنا نجد صلاة الخوف، وذكروا الحديث".
ونقل ابن عساكر عن أحمد بن صالح قوله: "القول: قول عنبسة [يعني: الذي رواه عن يونس كالجماعة]، ورواه مالك عن الزهري فأفسده؛ أسقط عبد اللَّه، ولم يسمِّ أمية".
وقال الحاكم: "هذا حديث رواته مدنيون ثقات، ولم يخرجاه".
وقال الدارقطني في الأحاديث التي خولف فيها مالك (٦): "خالفه جماعة من أصحاب الزهري، منهم: يونس، وعقيل، ومعمر، والليث بن سعد، وفليح بن سليمان، وغيرهم، فرووه عن الزهري، عن عبد اللَّه بن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام، عن أمية بن عبد اللَّه بن خالد بن أسيد؛ أنه سأل ابن عمر، وهو الصواب".
وقال في العلل (١٣/ ١٩٦/ ٣٠٨٧): "والصواب: قول الليث ومن تابعه عن الزهري"، وقال بأن مالكًا لم يقم إسناده.
وقال الجوهري في مسند الموطأ (٢٢٩): "وقد رواه الليث عن الزهري فجوَّده".
وقال أيضًا: "وحديث الليث أولى بالصواب عندنا من حديث ابن وهب هذا عن يونس، وباللَّه التوفيق".