ويغلب على ظني أن عمر بن سعيد المذكور في هذا الإسناد هو عمرو بن شعيب المذكور في الإسناد السالف، تصحف على الراوي، ولعل الحمل فيه على شيخ العقيلي، واللَّه أعلم.
٢٤ - حديث أبي هريرة:
يرويه حبيب بن أبي حبيب، عن عمرو بن هرم، عن جابر بن زيد، قال: كان أبو هريرة يقول: سافرت مع النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-، ومع أبي بكر، وعمر [من المدينة إلى مكة]، كلهم صلى حين خرج من المدينة، إلى أن يرجع إليها، ركعتين في المسير والمقام بمكة.
أخرجه الطيالسي (٤/ ٣٠٣/ ٢٦٩٩)، وإسحاق بن راهويه (٤)، وأبو يعلى (١٠/ ٢٥/ ٥٨٦٢)، والطبراني في الأوسط (٥/ ٢١/ ٤٥٦٢)، وابن عدي في الكامل (٢/ ٤٠٠ و ٤٠١).
وهذا طرف من حديث طويل، رواه جابر بن زيد أبو الشعثاء عن ابن عباس وأبي هريرة وعائشة، وتقدم الكلام عن حديث ابن عباس تحت الحديث رقم (٤٤٧) [راجع: فضل الرحيم الودود (٥/ ٣٤٧/ ٤٤٧)، وانظر هناك ما وقع لحبيب بن أبي حبيب من الوهم في حديث ابن عباس]، وتقدم الكلام عن حديث عائشة تحت الحديث رقم (١١٩٨)[وفيه ما يُنكر].
وجابر بن زيد أبو الشعثاء: لا يُعرف بالرواية عن أبي هريرة، فضلًا عن السماع منه، وحبيب بن أبي حبيب يزيد الجرمي البصري الأنماطي: ليِّن الحديث، وهذا الحديث الذي تفرد به عن عمرو بن هرم حديث طويل في أحكام الصلاة، من المواقيت، والتكبير، والتشهد، وصلاة التطوع، وصلاة المسافر، وقد رواه عن ابن عباس، وعن عائشة، وعن أبي هريرة، وهو مما يحتاج إلى حفظ وضبط، ولا يُعتمد في مثل هذا على من ليَّنه الأئمة، وتوسطوا فيه، وعباراتهم فيه تدل على أنه ممن يكتب حديثه ولا يحتج به، ومسلم إنما أخرج له متابعة، ولم يحتج به على انفراده.
وأما حديثه هنا عن أبي هريرة فلم يأت فيه بما ينكر، فهو صالح في الشواهد.
٢٥ - حديث أنس بن مالك الكعبي:
• رواه عبد اللَّه بن المبارك، وشيبان بن فروخ، ووكيع بن الجراح، وعفان بن مسلم، وموسى بن إسماعيل أبو سلمة التبوذكي، وعبد الصمد بن عبد الوارث، وسليمان بن حرب، وأبو نعيم الفضل بن دكين، وأبو عمر حفص بن عمر الحوضي النمري، ومسلم بن إبراهيم، وهدبة بن خالد، وكامل بن طلحة الجحدري، وعبيد اللَّه بن موسى، وعاصم بن علي، وعبد الرحمن بن المبارك، وطالوت بن عباد الصيرفي، وعبد اللَّه بن عاصم الحماني البصري [وهم (١٧) رجلًا من الثقات]:
عن محمد بن سليم أبي هلال الراسبي: حدثنا عبد اللَّه بن سوادة [القشيري]، عن أنس بن مالك -من بني عبد اللَّه بن كعب [بن مالك] إخوة بني قشير [قال عفان وموسى