لذا قال الترمذي في الجامع: "وقد روى الحكم بن عتيبة وحماد، عن إبراهيم النخعي، عن أبي عبد الله الجدلي، عن خزيمة بن ثابت: ولا يصح".
***
قال أبو داود: رواه منصور بن المعتمر، عن إبراهيم التيمي بإسناده، قال فيه: ولو استزدناه لزادنا.
قلت: اختلف فيه على منصور:
١ - فرواه زائدة بن قدامة، وجرير بن عبد الحميد، وسفيان بن عيينة، وعبد العزيز بن عبد الصمد العمي:
أربعتهم [وهم ثقات أثبات] رووه عن منصور، عن إبراهيم التيمي، عن عمرو بن ميمون، عن أبي عبد الله الجدلي، عن خزيمة به وزادوا: ولو استزدناه لزادنا.
ونسوق لفظ زائدة بن قدامة لما فيه من فائدة:
قال زائدة: سمعت منصورًا يقول: كنا في حجرة إبراهيم النخعي، ومعنا إبراهيم التيمي، فذكرنا المسح على الخفين، فقال إبراهيم التيمي: ثنا عمرو بن ميمون، عن أبي عبد الله الجدلي، عن خزيمة بن ثابت، قال: جعل لنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثلاثًا، ولو استزدته لزادنا، يعني: المسح على الخفين للمسافر.
أخرجه الترمذي في العلل الكبير (٦٤)، وابن حبان (٤/ ١٦١/ ١٣٣٢)، وأبو عوانة (١/ ٢٢٠/ ٧٢٥)، وأحمد (٥/ ٢١٣)، والحميدي (١/ ٢٠٧/ ٤٢٤)، والطحاوي (١/ ٨١)، والطبراني في الكبير (٤/ ٩٣ و ٩٤/ ٣٧٥٤ و ٣٧٥٥ و ٣٧٥٧)، والبيهقي في السنن الكبري (١/ ٢٧٧)، وفي المعرفة (١/ ٣٤٥/ ٤٣٥)، والخطيب في الموضح (٢/ ٢٦٧).
٢ - ورواه وكيع، عن سفيان الثوري، عن حماد ومنصور، عن إبراهيم، عن أبي عبد الله الجدلي، عن خزيمة بن ثابت، قال: جعل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - للمسافر ثلاثًا, وللمقيم يوم وليلة.
أخرجه أحمد (٥/ ٢١٤)، والطبراني في الكبير (٤/ ٩٩/ ٣٧٨٩).
فوهم وكيع -والله أعلم- حيث حمل حديث منصور على حديث حماد بن أبي سليمان، فإن هذا حديث حماد الذي يرويه عن إبراهيم النخعي بدون الزيادة، وبإسقاط عمرو بن ميمون من الإسناد.
وإنما يرويه منصور عن إبراهيم التيمي، عن عمرو بن ميمون، عن أبي عبد الله الجدلي، عن خزيمة به وزاد فيه: ولو استزدناه لزادنا.
قال الإِمام أحمد: "هذا خطأ"، قال أبو القاسم الطبراني: "أراد أحمد بن حنبل أنه خطأ: حديث منصور عن إبراهيم عن أبي عبد الله الجدلي، والصواب من حديث منصور: حديث عمرو بن ميمون" [المعجم الكبير (٤/ ١٠٠)].