للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال الطبراني: "لم يرو هذا الحديث عن عبد اللَّه بن الفضل إلا ابن عجلان، ولا عن ابن عجلان إلا محمد بن سعد، تفرد به: يعقوب بن محمد الزهري".

قلت: عبد اللَّه بن الفضل بن العباس بن ربيعة بن الحارث الهاشمي: مدني ثقة، سمع أنس بن مالك، وروايته عنه في صحيح البخاري (٤٩٠٦)، والراوي عن محمد بن عجلان: محمد بن سعد الأنصاري الأشهلي: مدني، سكن بغداد، ثقة.

لكن الشأن في المتفرد بهذا الحديث، وهو: يعقوب بن محمد بن عيسى الزهري، وهو مدني نزل بغداد، ضعفه الجمهور، ومشاه بعضهم، لكن قال فيه أحمد: "ليس بشيء، ليس يسوي شيئًا"، وقال أبو زرعة: "واهي الحديث"، وقال مرة: "منكر الحديث"، وهذا توهين شديد من اثنين من المعتدلين في نقد الرجال، وقال ابن عدي: "أحاديثه لا يتابع عليها"، وله مناكير وأباطيل تفرد بها عن الثقات المشاهير، وقد روى حديثًا باطلًا عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة في دفن الشعر وقلامة الظفر، قال فيه أبو زرعة: "حديث باطل، ليس له عندي أصل"، ثم قال: "ويعقوب بن محمد هذا: شيخ واهي الحديث"، وله أباطيل أخرى بهذا الإسناد، فضلًا عن أوهامه في الأسانيد [العلل ومعرفة الرجال (٣/ ٣٩٦/ ٥٧٤٥)، سؤالات البرذعي (٢/ ٣٥٢ و ٤٤٩ و ٦٩١)، ضعفاء العقيلي (٤/ ٤٤٥)، الجرح والتعديل (٩/ ٢١٤)، علل ابن أبي حاتم (٢٤١٤ و ٢٥٣٣)، الثقات (٩/ ٢٨٤)، الكامل (٧/ ١٤٩)، علل الدارقطني (٢/ ٨٣/ ١٢٧) و (٣/ ١٥٢/ ٣٢٤) و (١٢/ ١١١/ ٢٤٩٢)، أطراف الغرائب والأفراد (٩٤٩ و ٢٤٥٥ و ٣٠١٧ و ٥٥٠٤ و ٥٩٢١)، الموضح (١/ ١٤٦)، تاريخ بغداد (١٤/ ٢٦٩)، الميزان (٤/ ٤٥٤)، التهذيب (٤/ ٤٤٧)].

وعليه: فهو حديث منكر.

٣ - حديث أنس:

يرويه إسحاق بن راهويه: أنا شبابة بن سوار، عن ليث بن سعد، عن عقيل، عن ابن شهاب، عن أنس بن مالك: كان رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- إذا كان في سفر فزالت الشمس؛ صلى الظهر والعصر جميعًا ثم ارتحل.

وهو حديث منكر [يأتي تخريجه تحت الحديث رقم (١٢١٨)].

والمحفوظ عن شبابة بن سوار: كان النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- إذا أراد أن يجمع بين الصلاتين في السفر، أخَّر الظهر حتى يدخل أول وقت العصر، ثم يجمع بينهما.

• والحاصل: فليس هناك ما يشهد بأن لحديث معاذ في جمع التقديم أصلًا بهذا السياق، وأما نفس جمع التقديم فسيأتي الكلام عنه لاحقًا في المسألة التالية.

° نرجع بعد ذلك لحديث مالك الذي أخرجه أبو داود في الباب:

فقد احتج بعض الأئمة بحديث معاذ بن جبل في الجمع بين الصلاتين حال النزول:

قال الشافعي في الأم (١/ ٧٧): "وهذا وهو نازلٌ غيرُ سائر؛ لأن: قوله: دخل ثم خرج؛ لا يكون إلا وهو نازل، فللمسافر أن يجمع نازلًا وسائرًا".

<<  <  ج: ص:  >  >>