قلت: هو حديث غريب ضعيف؛ أبو بسرة الغفاري: مجهول، لا يُعرف إلا بهذا الحديث، وقد وثقه العجلي وذكره ابن حبان في ثقاته على عادتهما في توثيق المجاهيل، لذا قال الذهبي:"لا يُعرف" [كنى البخاري (١٦)، الجرح والتعديل (٩/ ٣٤٨)، الثقات (٥/ ٥٧٣)، المغني في الضعفاء (٣/ ٤٤٩)، التهذيب (٤/ ٤٨٥)].
* وفي الباب أيضًا مما روي في صلاة الرواتب في السفر؛ غير ركعتي الفجر وقيام الليل والوتر والضحى:
١ - حديث ابن عمر:
أ - يرويه حفص بن غياث [ثقة ثبت]، عن الحجاج [هو: ابن أرطأة، وليس بالقوي]، عن عطية، عن ابن عمر، قال: صليت مع النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- الظهر في السفر ركعتين وبعدها ركعتين.
أخرجه الترمذي (٥٥١).
قال الترمذي:"هذا حديث حسن، وقد رواه ابن أبي ليلى، عن عطية ونافع، عن ابن عمر".
قلت: قد رواه حفص بن غياث مرة أخرى [وهو ثابت عنه بالوجهين]، عن ابن أبي ليلى، وأشعث [هو: ابن سوار: ضعيف]، والحجاج بن أرطأة، عن عطية، عن ابن عمر، قال: سافرت مع رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فصليت معه في الحضر والسفر،. . . ثم ساقه مطولًا بلفظ ابن أبي ليلى الآتي.
أخرجه الطبراني في الكبير (١٣/ ١٧٢/ ١٣٨٧٠).
ب - ورواه مالك بن سعير، وعيسى بن المختار بن عبد الله بن عيسى بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، وعلي بن هاشم بن البريد، وأبو شهاب الحناط عبد ربه بن نافع، وعبيد الله بن موسى [وهم ثقات][ولم يذكر الأخيران نافعًا في الإسناد]:
عن ابن أبي ليلى [ليس بالقوي، كان سيئ الحفظ جدًّا]، عن نافع وعطية بن سعد العوفي، عن ابن عمر، قال: صليت مع النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- في الحضر والسفر، فصليت معه في الحضر: الظهر أربع ركعات، وبعدها ركعتين، والعصر أربع ركعات ليس بعدها شيء، والمغرب ثلاثًا وبعدها ركعتين، والعشاء أربعًا وبعدها ركعتين، والغداة ركعتين وقبلها ركعتين.
وصليت معه فى السفر: الظهر ركعتين وبعدها ركعتين، والعصر ركعتين وليس بعدها شيء، والمغرب ثلاثًا وبعدها ركعتين، وقال: هي وتر النهار، لا ينقص في حضر ولا سفر، والعشاء ركعتين وبعدها ركعتين، والغداة ركعتين وقبلها ركعتين. لفظ مالك بن سعير، وهو أتمها سياقة، ومثله لفظ عيسى.
أخرجه الترمذي (٥٥٢)، وابن خزيمة (٢/ ٢٤٤/ ١٢٥٤)، وأبو أمية الطرسوسي في مسند ابن عمر (٣)، والطحاوي (١/ ٤١٨)، وابن الأعرابي في المعجم (٥٩٨)، والبغوي في شرح السُّنَّة (٤/ ١٨٦/ ١٠٣٥).