له صفوان بن عسال إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - . . . فذكر الحديث مثله، ولم يذكر ابن مسعود في الإسناد.
أخرجه الحاكم (١/ ١٠٠)، وابن سعد في الطبقات (١/ ٤٥١) مختصرًا. وابن عبد البر في جامع بيان العلم (١/ ١٥٥/ ١٦٢).
وعارم أبو النعمان: ثقة ثبت، وروايته أولى بالصواب، قال ابن عدي بعد رواية شيبان وعبد الرحمن بن المبارك التي زادا فيها ابن مسعود في الإسناد:"وهذا رواه عاصم عن زر عن صفوان بن عسال، ولم يذكر بين زر وصفوان: عبد الله بن مسعود، ورواه عن عاصم الخلق، وإنما المنهال رواه عن زر عن ابن مسعود قال: حدث صفوان، وهذا غير محفوظ"، ونقله ابن عساكر في تاريخه وأقره، وأعرض ابن عبد البر عن رواية شيبان أصلًا، واعتمد رواية عارم مما يدل على أنه المحفوظ عنده، والله أعلم.
وهذا إسناد حسن -أعني: إسناد عارم- إلا أن ظاهره الإرسال، وحديث ابن أبي النجود أصح، وهو متصل، وعليه يحمل حديث عارم، يعني: على الاتصال.
• وفي الجملة فهي متابعة جيدة من المنهال بن عمرو لعاصم بن بهدلة عن زر بن حبيش.
٢ - ورواه أشعث بن عبد الرحمن بن زبيد اليامي: حدثني أبي، عن جدي، عن زر بن حبيش، عن صفوان بن عسال المرادي قال: بينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في سفر إذ جاء رجل فقال: يا محمَّد! قالوا: اغضض من صوتك، قال: يا رسول الله! الرجل يحب القوم ولم يرهم؟ قال:"المرء مع من أحب"، ثم سأله عن المسح على الخفين؟ فقال:"ثلاثة أيام ولياليهن للمسافر، ويوم وليلة للمقيم، لا ينزعه من بول ولا نوم ولا غائط إلا من جنابة"، ثم سأله عن التوبة؟ فقال:"للتوبة باب بالمغرب مسيرة سبعين عامًا -أو: أربعين عامًا- لا يزال كذلك حتى يأتي بعض آيات ربك: طلوع الشمس من مغربها".
أخرجه ابن جرير الطبري في تفسيره (٥/ ٤٠٦/ ١٤٢١٢) مختصرًا. وأبو العباس السراج في حديثه بانتقاء الشحامي (٢٧١٠)، والطبراني في الكبير (٨/ ٥٤ - ٥٥/ ٧٣٤٨) وهذا لفظه. وأبو نعيم في الحلية (٥/ ٣٧) مختصرًا.
قال أبو نعيم:"غريب من حديث زبيد، تفرد به عنه ابنه عبد الرحمن".
وهو كما قال: حديث غريب، عبد الرحمن بن زبيد اليامي: ذكره البخاري في التاريخ الكبير (٥/ ٢٨٦)، وابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (٥/ ٢٣٥)، ولم يذكرا فيه جرحًا ولا تعديلًا، وذكره ابن حبان في الثقات (٧/ ٦٧)، وقال:"يروي عن جماعة من التابعين، روى عنه أهل الكوفة"، وقال في مشاهير علماء الأمصار (١٣١٢): "من أفاضل أهل الكوفة".
وأما أشعث بن عبد الرحمن: فهو ليس بالقوي، كذا قال أبو زرعة، وقال مرة:"ضعيف الحديث"، وقال أبو حاتم:"محله الصدق"، وقال النسائي:"ليس بثقة، ولا يكتب حديثه"، وقال ابن عدي:"أفرط النسائي في أمره، وقد تبحرت حديثه فلم أر له حديثًا منكرًا"، وصحح له ابن خزيمة، وذكره ابن حبان في الثقات [التهذيب (١/ ٣٦٦)،