هو الطين والرطوبة"، ثم قال في الردغة: "هي الماء والطين والوحَل"، وقال الخطابي في أعلام الحديث (١/ ٤٦٥): "الرزغة: وحل شديد،. . .، وكذلك الردغة مثل الرزغة".
* وإنما صح ذلك من فعل أنس:
• فقد روى عبد الرزاق بن همام [ثقة حافظ]، وأبو أسامة حماد بن أسامة [ثقة ثبت]:
عن هشام بن حسان، عن أنس بن سيرين، قال: كنت مع أنس بن مالك في يوم مطير، حتى إذا كنا بأطيط، والأرض فضفاض [يريد: كثرة المطر، وأن الماء قد علاها فطبقها. خطابي]، صلى بنا على حماره صلاة العصر، يومئ برأسه إيماءً، وجعل السجود أخفض من الركوع.
أخرجه عبد الرزاق (٢/ ٥٧٣/ ٤٥١١)، وابن أبي شيبة (١/ ٤٣١/ ٤٩٦٥)، والخطابي في غريب الحديث (٢/ ٥١٠).
وهذا موقوف على أنس بإسناد صحيح.
• ورواه حماد بن سلمة، وأبان بن يزيد العطار:
ثنا أنس بن سيرين، قال: أقبلنا مع أنس من الكوفة، حتى إذا كنا بأططٍ أصبحنا والأرض طين وماء، فصلى المكتوبة على دابته، ثم قال: ما صليت المكتوبة قطُّ على دابتي قبل اليوم. لفظ حماد. وفي رواية أبان: أقبلت مع أنس بن مالك من الشام حتى أتينا سواء ببط [كذا]، وحضرت الصلاة والأرض كلها غدير، فصلى على حمار، يوميء إيماءً.
أخرجه الطبراني في الكبير (١/ ٢٤٣/ ٦٨٠)، وابن عبد البر في التمهيد (٢٣/ ٦٠).
وهذا موقوف على أنس بإسناد صحيح.
• ورواه عبد الرزاق، عن معمر، عن عاصم الأحول، قال: سمعت أنس بن مالك يقول: إنه كان يسير في ماء وطين، فحضرت الصلاة المكتوبة، فلم يستطع أن يخرج من ذلك الماء، قال: وخشينا أن تفوتنا الصلاة، فاستخرنا الله، واستقبلنا القبلة، فأومأنا على دوابنا إيماءً.
أخرجه عبد الرزاق (٢/ ٥٧٤/ ٤٥١٢).
وهذا موقوف على أنس بإسناد صحيح.
وانظر: علل الدارقطني (١٢/ ٩٨/ ٢٤٧٣).
٦ - حديث عبد الله المزني:
يرويه إسماعيل بن عمرو البجلي، وصغدي بن سنان:
نا محمد بن فضاء، عن أبيه، عن علقمة بن عبد الله المزني، عن أبيه، قال: قال رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "إذا كنتم في القصب أو الرداغ أو الثلج وحضرت الصلاة فأومئوا إيماءً". لفظ البجلي، ولفظ صغدي: "إذا لم تقدروا على الأرض؛ إذا كنتم في ماء أو طين، أو في قصب، أو في ثلج؛ فأومِئُوا إيماءً".