القاسم بن محمد عن صالح بن خوات، قال: وقد كان مالك يقول بحديث يزيد بن رومان، ثم رجع إلى هذا".
وقال ابن عبد البر أيضًا (٢٣/ ٣٣): "قال ابن القاسم: كان مالك يقول: لا يسلم الإمام حتى تقوم الطائفة الثانية فتتم لأنفسها ثم يسلم بهم، على حديث يزيد بن رومان، ثم رجع إلى حديث القاسم بن محمد: أن الإمام يسلم ثم تقوم الطائفة الثانية فيقضون" [وانظر: الاستذكار (٢/ ٤٠٢)، المدونة (١/ ١٦٢)].
وقال الشافعي في الأم (٢/ ٤٤٠): "حديث صالح بن خوات: أوفق ما يثبت منه، لظاهر كتاب الله جل ثناؤه، فقلنا به".
• خالف مالكًا فوهم في إسناده ومتنه:
أبو أويس المدني، رواه عن يزيد بن رومان مولى الزبير بن العوام، عن صالح بن خوات، عن أبيه، قال: صلى بنا رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- في غزوة ذات الرقاع صلاة الخوف، فكبر بنا جميعًا، فصلى بإحدى الفريقين ركعةً، ثم ثبت حتى صلوا لأنفسهم الأخرى، ثم انصرفوا نحو العدو ولم يسلموا [وفي رواية: ولم يتكلموا]، وجاء الذين كانوا نحو العدو فصلى بهم الركعة الثانية، ثم جلس، فقاموا فصلوا الركعة الثانية فجلسوا، وجلس الذين نحو العدو، فسلم بهم جميعًا.
أخرجه أبو جعفر ابن البختري في الحادي عشر من حديثه (٤٣)(٥٣٩ - مجموع مصنفاته). وابن منده في معرفة الصحابة (١/ ٥٢٧)، وأبو نعيم الأصبهاني في معرفة الصحابة (٢/ ٩٧٦/ ٢٥١١).
من طريق جعفر بن محمد بن شاكر الصائغ [ثقة، وجدت له وهمًا تقدم التنبيه عليه تحت الحديث رقم (٧٧٧)]، قال: حدثنا إسماعيل بن أبان الوراق [ثقة]، قال: حدثنا أبو أويس به.
° قال أبو زرعة لما سأله ابن أبي حاتم عن هذا الحديث: "الصحيح من حديث يزيد بن رومان: ما يقول مالك".
قال ابن أبي حاتم: "قلت لأبي زرعة: الوهم من أبي أويس؟ قال: نعم" [العلل (٢/ ٢٥١/ ٣٥٢)].
قلت: مالك، وما أدراك ما مالك؟! في بلوغ الغاية في الحفظ والضبط والإتقان، فكيف يقارن به: أبو أويس عبد الله بن عبد الله بن أويس الأصبحي المدني، وهو: ليس به بأس، لينه جماعة، ويخالف في بعض حديثه، وضعفه ابن معين في بعض الروايات عنه [التهذيب (٢/ ٣٦٦)، الميزان (٢/ ٤٥٠)].
• وقد ذهب جماعة إلى أن الصحابي المبهم في حديث يزيد بن رومان هو: سهل بن أبي حثمة، منهم: عبد الحق الإشبيلي [الأحكام الوسطى (٢/ ٤٢)]، والنووي [المجموع (٤/ ٣٥١)].