• فقد رواه أحمد بن الأزهر [من أصل كتابه]، قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد، قال: حدثنا أبي [إبراهيم بن سعد: ثقة حجة، وهو أثبت الناس في ابن إسحاق]، عن ابن إسحاق، قال: أخبرني محمد بن عبد الرحمن بن نوفل -وكان يتيمًا في حجر عروة بن الزبير-، عن عروة بن الزبير، قال: سمعت أبا هريرة، ومروان بن الحكم يسأله عن صلاة الخوف، فقال أبو هريرة: كنت مع رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- في تلك الغزاة، قال: فصدع رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- الناس صدعين، قامت معه طائفة، وطائفة أخرى مما يلي العدو وظهورهم إلى القبلة، فكبر رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، وكبروا جميعًا الذين معه والذبن يقاتلون العدو، ثم ركع رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ركعةً واحدةً، فركع معه الطائفة التي تليه، ثم سجد وسجدت الطائفة التي تليه، والآخرون قيام مقابلي العدو، ثم قام رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، وأخذت الطائفة التي صلت معه أسلحتهم، ثم مشوا القهقرى على أدبارهم حتى قاموا مما يلي العدو، وأقبلت الطائفة التي كانت مقابلة العدو، فركعوا وسجدوا ورسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قائم كما هو، ثم قاموا، فركع رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ركعةً أخرى فركعوا معه، وسجد وسجدوا معه، ثم أقبلت الطائفة التي كانت تقابل العدو فركعوا وسجدوا ورسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قاعد ومن معه، ثم كان السلام، فسلم رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، وسلموا جميعًا، فقام القوم وقد شركوه في الصلاة.
أخرجه ابن خزيمة (٢/ ٣٠٢/ ١٣٦٢)، قال: نا أبو الأزهر، وكتبته من أصله. وعنه: ابن حبان (٧/ ١٣١/ ٢٨٧٨)، قال: أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة من أصل كتابه، قال: حدثنا أحمد بن الأزهر، وكتبته من أصله.
قلت: وهذا إسناد صحيح إلى ابن إسحاق، وأبو الأزهر أحمد بن الأزهر: ثقة، كتابه أصح، وكان لا يحفظ، ربما لقِّن، واختصه عبد الرزاق بحديث باطل، وهذا الحديث من أصل كتابه، قال ابن خزيمة:"وكتبته من أصله"، وقد صرح فيه ابن إسحاق بالإخبار.
وفيه إثبات سماع عروة لهذا الحديث من أبي هريرة، وأنه حضر القصة التي جرت بين أبي هريرة ومروان بن الحكم.
• تابعه هياج بن بسطام:
روى أبو علي الرفاء في فوائده (١٢٨)، قال: حدثنا محمد [هو: ابن عبد الرحمن السامي، أبو عبد الله الهروي: قال الخليلي: "ثقة"، وقال ابن القطان الفاسي:"صدوق"، ووصفه الذهبي بالحافظ. الإرشاد (٣/ ٨٧٩)، بيان الوهم (٣/ ١٠٧/ ٧٩٧)، تذكرة الحفاظ (٢/ ٦٩٧)]، قال: حدثنا خالد [يعني: ابن هياج: قيل: متماسك، وقيل: كل ما أنكر على الهياج فمن جهة ابنه خالد هذا. اللسان (٣/ ٣٤٣)، التهذيب (٤/ ٢٩٣)]، قال: حدثنا أبي الهياج [هياج بن بسطام: ضعيف، تركه جماعة، روى عنه ابنه خالد مناكير كثيرة. التهذيب (٤/ ٢٩٣)]، عن محمد بن إسحاق، عن محمد بن عبد الرحمن أبي الأسود -رجل من بني أسد من قريش، كان يتيمًا لعروة بن الزبير-، قال: سمعت عروة بن الزبير يحدث، عن أبي هريرة؛ أنه صلى صلاة الخوف بنجد مع النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- حين لقي جمع غطفان، فصدع الناس صدعين، وذكر الحديث.