عن أبي إسحاق، عن سُلَيم بن عبدٍ السلولي، قال: كنا مع سعيد بن العاص بطبرستان، وكان معه نفر من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم -: فقال لهم: أيكم شهد مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلاة الخوف؟ فقال حذيفة: أنا، مُر أصحابك فيقوموا طائفتين، طائفة منهم بإزاء العدو، وطائفة منهم خلفك، فتكبر ويكبرون جميعًا، ثم تركع ويركعون ثم ترفع فيرفعون جميعًا، ثم تسجد فتسجد الطائفة التي تليك، وتقوم الطائفة الأخرى بإزاء العدو، فإذا رفعت رأسك قام الدين يلونك، وخرَّ الآخرون سجدًا، ثم تركع فيركعون جميعًا، ثم تسجد فتسجد الطائفة التي تليك، والطائفة الأخرى قائمة بإزاء العدو، فإذا رفعت رأسك من السجود سجد الذين بإزاء العدو، ثم تسلم عليهم.
وتأمر أصحابك إن هاجهم هيج، فقد حلَّ لهم القتال والكلام.
واقتصر الثوري على آخره من قول حذيفة: إن هاج بك هيج، فقد حل لك القتال والكلام؛ يعني: في الصلاة [عند ابن أبي شيبة].
أخرجه ابن خزيمة (٢/ ٣٠٥/ ١٣٦٥)[واللفظ له]. وأحمد (٥/ ٤٠٦)، والطيالسي (١/ ٣٤٣/ ٤٢٩)، وابن أبي شيبة (٢/ ٢١٥ /٨٢٨٨ و ٨٢٨٩)، وابن المنذر في الأوسط (٥/ ٣٧/ ٢٣٥٦)، والطحاوي (١/ ٣١١)، والبيهقي (٣/ ٢٥٢)، [وانظر: العلل ومعرفة الرجال (٦٢٩)].
هكذا رواه الطيالسي [ثقة حافظ]، وابن أبي شيبة [ثقة حافظ]:
عن شريك به مختصرًا موقوفًا على حذيفة قوله: صلاة الخوف ركعتان وأربع سجدات، فإن أعجلك العدو فقد حلَّ لك القتال والكلام بين الركعتين [واللفظ لابن أبي شيبة].
وخالفهما فقصر بإرساله: ابن الأصبهاني [محمد بن سعيد بن سليمان الكوفي: ثقة ثبت]، قال: ثنا شريك، عن أبي إسحاق، عن سليم بن عبدٍ، قال: صلاة الخوف ركعتين ... مثله.
أخرجه ابن المنذر في الأوسط (٥/ ٣٧/ ٢٣٥٧)(٥/ ٢٣٤٨/١٨ - ط. الفلاح).
* قال البيهقي (٣/ ٢٦٢): "فقول الراوي في رواية ثعلبة: صف موازي العدو، يريد به حال السجود، وقوله: ثم انصرف هؤلاء إلى مكان هؤلاء وجاء أولئك، يريد به: تقدُّم الصف المؤخَّر وتأخُّر الصف المقدَّم بعد الفراغ من الركعة الأولى، وفي ذلك قضاء الركعتين مع الإمام، فلا يحتاجون إلى قضاء شيء بعده، وذلك بيِّنٌ في رواية سليم بن عبدٍ عن حذيفة، وتلك القصة وهذه واحدة فوجب حمل إحدى الروايتين على الأخرى، مع ما فيه من الاتفاق لسائر الروايات، وبالله التوفيق".
وقال ابن رجب في الفتح (٦/ ٣٠): "وقد روي حديث حذيفة بألفاظ محتملة، وهذه الرواية مفسرة لما أجمل في تلك".
• قلت: قد اختلف على أبي إسحاق السبيعي في متن هذا الحديث وصفة الصلاة فيه: