أ - فرواه عنه بهذه الكيفية التي جاءت في حديث جابر وأبي عياش الزرقي: إسرائيل وحده، وروى منه سفيان الثوري وشريك الجملة الأخيرة في صلاة شدة الخوف حسب.
ب - وخالف إسرائيلَ في لفظه: محمدُ بن أبان الجعفي [محمد بن أبان بن صالح القرشي الجعفي الكوفي: ضعيف. انظر: اللسان (٦/ ٤٨٨) وغيره]، وأشعث بن سوار الكندي [ضعيف]:
فروياه عن أبي إسحاق، عن سليم بن عبد السلولي، قال: كنا مع سعيد بن العاص بطبرستان، فقال لنا يومًا: أيكم صلى مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلاة الخوف؟ فقال حذيفة: أنا، قال: كيف رأيته يصنع؟ قال: فرقنا فرقتين، فتقدم وأقام طائفة منهم معه، وأقام الطائفة الأخرى من ورائهم يردون القوم، فصلى بالدين معه ركعة وسجدتين، ثم قام هؤلاء إلى مقام أصحابهم، وجاء أولئك فصلى بهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ركعة وسجدتين، وقد كان قال لهم:"إن هاجكم القوم هيجًا فقد حلَّ لكم القتال والكلام". لفظ الجعفي.
ولفظ أشعث: كنا مع سعيد بن العاص بطبرستان، ومعه حذيفة بن اليمان وأصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم -، فقال: من سمع من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في صلاة الخوف؟ فقال حذيفة: أنا سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال:"صفَّ صفًا مما يليك، وصفًا مما يلي العدو، فصلِّ بمن يليك ركعة وسجدتين، وسلم، ثم ينطلق هؤلاء يصلون معك ركعة وسجدتين ثم سلم".
أخرجه سعيد بن منصور (٢/ ٢٣٩/ ٢٥٠٦)، والسهمي في تاريخ جرجان (٤٧).
ج - وتابعهما على كيفية الصلاة، لكن أبهم سليم بن عبد السلولي:
معمر بن راشد [ثقة، وليس بالثبت في أبي إسحاق]، فرواه عن أبي إسحاق، قال: حدثني من شهد سعيد بن العاص في غزوة يقال لها ذات الخشب، ومعه حذيفة، فقال سعيد: أيكم شهد مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلاة الخوف؟ فقال حذيفة: أنا، فأمرهم حذيفة فلبسوا السلاح، ثم قال: إن هاجكم هيج فقد حلَّ لكم القتال، قال: فصلى بإحدى الطائفتين ركعة، والطائفة الأخرى مواجهة العدو، ثم انصرف هؤلاء فقاموا مقام أولئك، وجاء أولئك فصلى بهم ركعة أخرى، ثم سلم عليهم.
أخرجه عبد الرزاق (٢/ ٥١٠/ ٤٢٤٨)، وعنه: أحمد (٥/ ٤٠٤).
هكذا اختلف على أبي إسحاق في صفة هذه الصلاة، فمرة يرويه على هيئة حديث جابر وأبي عياش الزرقي، ومرة يرويه على هيئة حديث ثعلبة بن زهدم عن حذيفة.
وشيخه في هذا الحديث: سُلَيم بن عبدٍ السلولي: قال الشافعي: "وسليم بن عبد عند أهل العلم ممن سألت عنه: مجهول"، وقال العجلي:"كوفي تابعي ثقة"، وذكره ابن حبان في الثقات، ولا يُعرف روى عنه سوى أبي إسحاق السبيعي، والسبيعي مكثر من الرواية عمن لا يُعرفون إلا من طريقه، قال علي بن المديني:"روى أبو إسحاق عن سبعين أو ثمانين لم يرو عنهم غيره"، والعجلي وابن حبان معروفان بتساهلهما في توثيق المجاهيل من التابعين [التاريخ الكبير (٤/ ١٢٦)، ثقات العجلي (٦٥٧)، الجرح والتعديل (٤/ ٢١٢)،