الثقات (٤/ ٣٣٠)، المعرفة للبيهقي (٣/ ١٣)، شرح مسلم للنووي (١/ ٧٣)، السير (٥/ ٣٩٤)، التعجيل (٤١١)، اللسان (٤/ ١٨٤)، الثقات لابن قطلوبغا (٥/ ٧٩)].
قلت: حديث ثعلبة بن زهدم لم يختلف فيه في كيفية الصلاة، بخلاف حديث أبي إسحاق السبيعي، وأين سليم بن عبد السلولي - على جهالته -؛ من ثعلبة بن زهدم - وقد جزم بعضهم بصحبته -، فحديث ثعلبة أولى عندي بالقبول؛ لاسيما وقد توبع على الصفة التي أتى بها في نفس هذه الغزوة بطبرستان مع سعيد بن العاص:
* فقد روى عفان بن مسلم [ثقة ثبت]، والعباس بن الوليد النرسي [ثقة]:
عن عبد الواحد بن زياد [ثقة مأمون]، قال: حدثنا أبو روق عطية بن الحارث [ليس به بأس. راجع ترجمته في فضل الرحيم (٢/ ٣١٦/ ١٧٨)]، قال: حدثني مُخمِل بن دَماث [وتحرف في الأحكام إلى: محمد بن رماث]، قال: غزوت مع سعيد بن العاص، قال: فسأل الناس: من شهد منكم صلاة الخوف مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ فقال حذيفة: أنا، صلى بطائفة من القوم ركعة، وطائفة مواجهة العدو، ثم ذهب هؤلاء فقاموا مقام أصحابهم مواجهو العدو، وجاءت الطائفة الأخرى فصلى بهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ركعة، ثم سلم، فكان لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - ركعتان، ولكل طائفة ركعة. لفظ عفان.
وفي رواية العباس: أنه صلى بإحدى الطائفتين ركعة، والطائفة الأخرى مستوقِلو العدو، أو قال: مستقبلو العدو، ثم ذهبت هذه الطائفة، فقامت مقام أصحابهم، وجاءت الطائفة الأخرى فصلى بهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فصار لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - ركعتان، ولكل طائفة ركعة.
أخرجه أحمد (٥/ ٣٩٥)، وعفان بن مسلم في جزء من حديثه (٤٩ - رواية أبي علي الحسن بن المثنى العنبري). والسرقسطي في الدلائل (١/ ٢٤٨/ ٣٢)، والطحاوي في شرح المعاني (١/ ٣١٠)(٥/ ٢٠٧ - نخب الأفكار). وفي أحكام القرآن (٣٨٢).
مخمل بن دماث: مُخمِل على وزن مسلم، ودماث على وزن قطام، قال البخاري:"سمع حذيفة في صلاة الخوف، يعد في الكوفيين"، وذكره ابن حبان في الثقات [التاريخ الكبير (٨/ ٦٥)، الأسماء المفردة (١٧٧)، الجرح والتعديل (٨/ ٤٢٩)، الثقات (٥/ ٤٦٣)، المؤتلف للدارقطني (٤/ ٢١١٦)، التعجيل (١٠١٣)].
وجهالة مخمل هذه لا تضره في هذه الحالة، فقد تابع في روايته الثقات، فرواية من رواه موافقًا لثعلبة بن زهدم أولى من رواية من خالفه، مع كون رواية المخالف لم تسلم من الاختلاف على رواتها في المتن، والله أعلم.
* والحاصل: فإن حديث حذيفة هذا حديث صحيح من رواية ثعلبة بن زهدم عنه، وقد تابعه على صفة الصلاة فيه: مخمل بن دماث، وأما رواية سليم بن عبد المخالفة لهما في الكيفية، فهي غلط، وأولى منها رواية من رواه عن أبي إسحاق السبيعي متابعًا فيه لثعلبة بن زهدم، وإن كان رواتها ليسوا بأقوياء في أبي إسحاق، والله أعلم.