ثم ساق حديثًا آخر ثم قال:"محمد بن الحارث: روى عنه عفان، وهو رجل مشهور ليس به بأس، وإنما يأتي نكرة هذه الأحاديث من محمد بن عبد الرحمن".
وقال ابن حجر في البلوغ (٤٨٤): "رواه البزار بإسناد ضعيف".
قلت: هذا حديث منكر، محمد وأبوه: ضعيفان، لكن أبوه أمثل منه، فإن محمدًا هذا: منكر الحديث، قال ابن حبان:"روى عن أبيه نسخة موضوعة"، ورواية أبيه عن ابن عمر: مرسلة، قال صالح جزرة:"حديثه منكر، ولا يعرف أنه سمع من أحد من الصحابة إلا من سُرَّق"، وقال الأزدي:"منكر الحديث، يروي عن ابن عمر بواطيل" [التقريب (٥٧٢ و ٨٦٩)، التهذيب (٢/ ٤٩٤) و (٣/ ٦٢٣)، المغني (١/ ٥٩٦) و (٢/ ٣٣٤)، الميزان (٢/ ٥٥١) و (٣/ ٦١٧)].
ومحمد بن الحارث بن زياد بن الربيع الحارثي البصري: ضعيف، قال عمرو بن علي الفلاس:"روى أحاديث منكرة، وهو متروك الحديث"، وضعفه جماعة، ومشاه آخرون، وقالوا بأن البلية في أحاديثه من قِبَل ابن البيلماني [التهذيب (٣/ ٥٣٥)].
• وأما حديث زيد بن ثابت:
فقد رواه يحيى بن سعيد القطان، وعبد الرحمن بن مهدي، وبشر بن السري، ووكيع بن الجراح، وقبيصة بن عقبة، وعبد الرزاق بن همام، ومؤمل بن إسماعيل:
عن سفيان [الثوري]، عن الرُّكَين بن الربيع [وفي رواية: حدثني الرُّكَين بن الربيع]، عن القاسم بن حسان، قال: أتيت زيد بن ثابت، فسألته عن صلاة الخوف، فقال: صلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وصفٌّ خلفه، وصفٌّ بإزاء العدو، فصلى بهم ركعةً، ثم ذهبوا إلى مصافِّ إخوانهم، وجاء الآخرون فصلى بهم ركعةً، ثم سلم، فكان للنبي - صلى الله عليه وسلم - ركعتان، ولكل طانفة ركعةٌ.
أخرجه النسائي في المجتبى (٣/ ١٦٨/ ١٥٣١)، وفي الكبرى (٢/ ٣٦٥/ ١٩٣٢)، وابن خزيمة (٢/ ٢٩٤/ ١٣٤٥)، وابن حبان (٧/ ١٢١/ ٢٨٧٠)، وأحمد (٥/ ١٨٣)، وعبد الرزاق (٢/ ٥١٠/ ٤٢٥٠)، وابن أبي شيبة في المصنف (٢/ ٢١٣/ ٨٢٧٢) و (٧/ ٤٢٢/ ٣٧٠٠٤)، وفي المسند (١٣٧)، وابن جرير الطبري في تفسيره (٧/ ٤١٨)، وابن المنذر في الأوسط (٥/ ٢٧/ ٢٣٣٩)، والطحاوي في شرح المعاني (١/ ٣١٠)، وفي أحكام القرآن (٣٧٧ و ٣٧٨)، والطبراني في الكبير (٥/ ١٥٣/ ٤٩١٩)، والبيهقي في السنن (٣/ ٢٦٢)، وفي المعرفة (٣/ ١٢/ ١٨٣٩ م).
* تابع الثوري عليه:
أ - قيس بن الربيع [ليس بالقوي]، عن الركين بن الربيع، عن القاسم بن حسان، قال: أرسلني وديعة الأنصاري إلى زيد بن ثابت أسأله عن صلاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الخوف، فأتيته فسألته، فحدث أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلى بأصحابه، ففرقهم فرقة تلقاء وجوه عدوهم، وفرقة تلقاءه، فصلى بالذين يلونه ركعة ثم انطلقوا إلى مصاف إخوانهم، ثم جاء