وقال المزي في التحفة (١١/ ٨٥٨/ ١٧٩١٣): "ومنهم من رواه عنه عن محمد بن عبد الرحمن عن أمه عمرة، وهو وهم"، وقد وهَّم كل من رواه بخلاف رواية الجماعة عن يحيى بن سعيد، وكان قال في البداية بتصويب من قال فيه: عن محمد بن عبد الرحمن عن عمرة، أو: عن محمد بن عبد الرحمن عن عمته عمرة، قال:"وكلا القولين صواب".
قلت: وهذا هو الصواب، وقد ذهب بعضهم إلى أنه: أبو الرجال محمد بن عبد الرحمن بن حارثة الأنصاري، مثل: ابن عبد البر [الاستذكار (٢/ ١٢٦)]؛ فأخطأ في ذلك.
وقال ابن حجر في الفتح (٣/ ٤٦): "وزعم أبو مسعود وتبعه الحميدي أنه محمد بن عبد الرحمن بن حارثة بن النعمان الأنصاري أبو الرجال، ووهمه الخطيب في ذلك، وقال: إن شعبة لم يرو عن أبي الرجال شيئًا، ويؤيد ذلك أن عمرةَ أمُّ أبي الرجال، لا عمته" [وانظر أيضًا: تهذيب الكمال (٢٥/ ٦٠٣)، التحفة (١١/ ٨٥٨/ ١٧٩١٣)].
قلت: شيخ يحيى هنا هو: محمد بن عبد الرحمن سعد بن زرارة المدني، نسب إلى جده، وهو: محمد بن عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الرحمن بن سعد بن زرارة، ويقال: محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن عبد الرحمن بن سعد بن زرارة، وهو: ثقة، من السادسة، وروايته عن الصحابة مرسلة [تقدم الكلام عليه عند الحديث رقم (١١٠٠)].
° ورواه محمد بن جعفر غندر، ومعاذ بن معاذ العنبري، وأبو داود الطيالسي، وعثمان بن عمر بن فارس، ويحيى بن سعيد القطان، وعبد الرحمن بن مهدي، وخالد بن الحارث، وعمرو بن مرزوق [وهم ثقات]:
عن شعبة، عن محمد بن عبد الرحمن [الأنصاري]، عن عمته عمرة، عن عائشة - رضي الله عنها -، قالت: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا طلع الفجر صلى ركعتين، أقول: هل يقرأ فيهما بفاتحة الكتاب؟
قال فيه يحيى القطان: محمد بن عبد الرحمن بن أسعد بن زرارة.
أخرجه البخاري (١١٧١)(٢/ ١٧١/ ١١٧٨ - ط. التأصيل). ومسلم (٧٢٤/ ٩٣)، وأبو عوانة (٢/ ١٧/ ٢١٤٩)، وأبو نعيم في مستخرجه على مسلم (٢/ ٣٢٠/ ١٦٤١)، وأحمد (٦/ ٤٩ و ١٠٠ و ١٧٢)، والطيالسي (٣/ ١٥٧/ ١٦٨٦)، وأبو علي الطوسي في مختصر الأحكام (٢/ ٣٧١/ ٤٠٢ و ٤٠٣)، والطحاوي (١/ ٢٩٧)، وأبو نعيم في الحلية (٧/ ١٥٨)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (٥٤/ ٨٦)، وعلقه: البخاري في التاريخ الكبير (١/ ١٤٩)، والدارقطني في العلل (١٤/ ٤٠١/ ٣٧٥٣).
وانظر بعض وجوه الاختلاف الأخرى عند: أبي جعفر بن البختري في الرابع من مجلسين من أماليه (٢٣)(١٨٧ - مجموع مصنفاته). وفي الرابع من حديثه (١١١)(٣٥٥ - مجموع مصنفاته). والطبراني في الأوسط (٣/ ١١٥/ ٢٦٥٣)، والدارقطني في العلل (١٤/ ٣٩٨/ ٣٧٥٣)، وأبي نعيم في الحلية (٦/ ٣٣٧)، وأبي موسى المديني في اللطائف (١٢٥ و ١٦١).