للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال يحيى بن سعيد القطان: "ما رأيت عبد الواحد بن زياد يطلب حديثًا قط بالبصرة ولا بالكوفة، قال يحيى: وكنا نجلس على بابه يوم الجمعة بعد الصلاة أذاكره حديث الأعمش، لا يعرف منه حرفًا"، وقال أبو داود الطيالسي: "عمد إلى أحاديث كان يرسلها الأعمش فوصلها كلها، يقول: حدثنا الأعمش قال: حدثنا مجاهد في كذا وكذا"، وقال ابن عدي: "وعبد الواحد من أجلة أهل البصرة، وقد حدث عنه الثقات المعروفون بأحاديث مستقيمة عن الأعمش وغيره، وهو ممن يصدق في الروايات"، وقدمه ابن معين في أصحاب الأعمش [ضعفاء العقيلي (٣/ ٥٥)، الجرح والتعديل (٦/ ٢٠)، الكامل (٥/ ٣٠٠)، تاريخ الإسلام (٤/ ٦٨٥ - ط. الغرب). السير (٩/ ٧)، وغيرها].

وهو هنا قد تفرد بهذا الحديث عن الأعمش، ولم يتابع عليه، بل قد خولف فيه، خالفه اثنان من الثقات عن أبي صالح، وأعرض عن حديثه هذا صاحبا الصحيح، ولم يروه شعبة عن الأعمش، مع كونه مكثرًا عنه ومن أثبت الناس فيه، وإنما رواه عن سهيل، وأين أصحاب الأعمش على كثرتهم من هذا الحديث حتى يتفرد به عبد الواحد دون: الثوري، وشعبة، وأبي معاوية، وحفص بن غياث، وأبي عوانة، ووكيع بن الجراح، ويحيى بن زكريا بن أبي زائدة، ويحيى بن سعيد القطان، وجرير بن عبد الحميد، وأبي أسامة حماد بن أسامة، وزائدة بن قدامة، وزهير بن معاوية، وهشيم، وسفيان بن عيينة، وأبي الأحوص، وشيبان بن عبد الرحمن، وعبد الله بن إدريس، وعبثر بن القاسم، وعبد الله بن داود الخريبي، وعبد الله بن نمير، وعبدة بن سليمان، وعلي بن مسهر، وعيسى بن يونس، وأبي نعيم، ومحمد بن بشر العبدي، ومحمد بن عبيد الطنافسي، وأخيه يعلى، ومحمد بن فضيل، ومفضل بن مهلهل، وهريم بن سفيان، وخلائق غيرهم.

بل قد عدَّ الإمام أحمد وغيره هذا الحديث من أوهامه على الأعمش، واستغربه الترمذي من هذا الوجه.

* قال الأثرم: "سمعت أحمد بن حنبل يسئل عن الاضطجاع بعد ركعتي الفجر؟ فقال: ما أفعله أنا، فإن فعله رجل، ثم سكت كأنه لم يعبه إن فعله، قيل له: لِمَ لَمْ تأخذ به؟ فقال: ليس فيه حديث يثبت، قلت له: حديث الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة؟ قال: رواه بعضهم مرسلًا" [التمهيد (٨/ ١٢٦)، [الاستذكار (٢/ ٩٧)، التوضيح (٩/ ١٤٦)].

وقال الأثرم أيضًا: "لم يثبته أبو عبد الله" [الناسخ (٨٣)].

وسأله ابن هانئ عن الاضطجاع؟ فقال: "ما فعلته إلا مرة، يروى عن أبي هريرة، وعن عائشة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، وليس هو أمرًا من النبي - صلى الله عليه وسلم -، وإنما فعله النبي - صلى الله عليه وسلم - " [مسائل ابن هانئ (٥٢٦ و ٥٣٦)، [وانظر: مسائل الكوسج (٢٩٥)].

وقال ابن القيم في زاد المعاد (١/ ٣٢١): "وقال أبو طالب: قلت لأحمد: حدثنا أبو الصلت، عن أبي كدينة، عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه اضطجع بعد ركعتى الفجر، قال: شعبة لا يرفعه.

<<  <  ج: ص:  >  >>