قال البزار:"ولا نعلم روى محمد بن جحادة عن عمرو بن دينار عن عطاء بن يسار عن أبي هريرة إلا حديثين، هذا أحدهما، والآخر مختلف فيه عن عمرو بن دينار".
وقال أيضًا:"ولا نعلم أسند الحسين المعلم عن عمرو بن دينار عن عطاء بن يسار عن أبي هريرة؛ إلا هذا الحديث، ولا رواه عنه إلا عيسى بن يونس.
• تنبيهات: الأول: قال ابن رجب عن رواية ابن جحادة الثانية: "وهذا لفظ غريب"، قلت: بل رواه بالمعنى، وقد ثبت عنه أيضًا بلفظ الجماعة، ومثل هذا يحتمل، والعمدة على لفظ الجماعة، ولم يستشكل ذلك ابن حجر حيث فسر قوله: "إذا أقيمت" بما إذا شرع في الإقامة، ثم قال: "وصرح بذلك محمد بن جحادة ... "، قلت: ولعل هذا الاختلاف من الراوي عنه: زياد بن عبد الله البكائي، وهو: لا بأس به، وقد تكلموا في روايته عن غير ابن إسحاق.
وانظر فيمن وهم في إسناده على زياد بن عبد الله البكائي: ما أخرجه السهمي في تاريخ جرجان (٣٣٤ و ٤٠٣).
• الثاني: هكذا رواه عن ابن عيينة به مرفوعًا فوهم: أبو الأشعث العجلي، ولا يثبت من حديث هشام بن عمار عن ابن عيينة.
وخالفهما أثبت أصحاب ابن عيينة فأوقفوه؛ وهو المحفوظ عن ابن عيينة:
فرواه الإمام الشافعي [ثقة حجة، إمام فقيه، من أثبت أصحاب ابن عيينة]، وأبو بكر بن أبي شيبة [ثقة حافظ، مكثر عن ابن عيينة]، وسعيد بن منصور [ثقة حافظ، مكثر عن ابن عيينة] [وعنه: محمد بن علي بن زيد المكي الصائغ: راوي سنن سعيد بن منصور، وهو: ثقة. الثقات (٩/ ١٥٢)، سؤالات السهمي (٥)، التقييد (٨٨)، السير (١٣/ ٤٢٨)]، وسعيد بن عبد الرحمن المخزومي [ثقة، من أصحاب ابن عيينة]، وعلي بن حرب الطائي [ثقة]، وأحمد بن عبدة [ثقة]، وعبد الغني بن أبي عقيل أهو: عبد الغني بن رفاعة: مصري ثقة فقيه]:
عن سفيان، عن عمرو بن دينار، عن عطاء بن يسار، عن أبي هريرة - رضي الله عنه -، قال: إذا أقيمت الصلاة، فلا صلاة إلا المكتوبة، قال سعيد بن منصور: فقلت لسفيان: أمرفوع؟ قال: يرى عمرو أنه مرفوع.
أخرجه ابن أبي شيبة (١/ ٤٢١/ ٤٨٤٠)، وعلي بن حرب الطائي في الثاني من حديث ابن عيينة (٧٨)، والترمذي في العلل الكبير (١٣٠)، والبزار (١٥/ ٢٦٥/ ٨٧٤٠)، والطحاوي في المشكل (١٠/ ٣١٥) و (١٠/ ٣١٧/ ٤١٣٠)، والبيهقي في المعرفة (٢/ ١٣٤٨/٢٩٤).
وروى يعقوب بن سفيان في المعرفة والتاريخ (٣/ ١١٠) مسائل عن أبي بكر الحميدي [وهو: ثقة حافظ، إمام فقيه، من أثبت أصحاب ابن عيينة، وراويته، عن شيخه سفيان بن عيينة، ومنها: "قيل لسفيان في حديث: [إذا أقيمت الصلاة فلا صلاة إلا المكتوبة": إنهم يروونه مرفوعًا؟ فقال: اسكت؛ قد عرفتُ ذلك.